“الحب والفن.. كتابات ولوحات” للأديبة والشاعرة لبابة لعلج حاضر في برنامج الدورة 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
مساهمة إضافية في صرح فني ثري ترجمها إلى العربية الباحث والناقد الفني عبد الله الشيخ
– مصطفى النحال: جوهر الاستتيقا في كتاب لبابة لعلج لا يحيل على نمط من الأشياء والموضوعات بقدر ما يحيل دائما على نمط ما من التجارب الإستتيقية عن طريقِ الكلمة أو الصورة. ويتعلق الأمر هنا بوحدة وتكامل لا بمنافسة بين الشعرِ واللوحات الفنية التشكيلية
– كلود مالان : الكتاب يتطرق إلى كل من الحب والفن وهما مجالان رحبان، حيث يتساءل عن الرابط بينهما، مذكرا بأنه منذ الأزمنة الضاربة في القدم، إلى الوقت الراهن، كان هناك الملايين من البشر الذين يحتفلون بالحب في الخطابات والقصائد والأناشيد والعروض المسرحية والأفلام، لكن أيضا في المعمار والنحت أو التصوير الصباغي
من المنتظر أن تقدم الكاتبة والفنانة التشكيلية المغربية لبابة لعلج الترجمة العربية لكتابها الصادر أخيرا بعنوان “الحب والفن، كتابات ولوحات”، إلى جانب النسخة الفرنسية في إطار فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظم من 2 إلى 11 يونيو الجاري بالرباط.
ويتضمن الكتاب الذي ترجمه الباحث والناقد الجمالي د. عبد الله الشيخ من اللغة الفرنسية إلى العربية، مجموعة من النصوص موزعة على 6 محاور هي “أسطورة الحب” و”مديح الحب” و”القلب سيد الحب”، “بحثا عن الإله الحي” “الفداء والحب” “حب الفن فن الحب”.
واعتبر الصحافي والباحث كلود مالان في تقديمه للكتاب أن هذا العمل يحمل هذا العام مساهمة إضافية في صرح فني ثري جدا، حيث تمتلك الفنانة لبابة لعلج مهارة فريدة من نوعها، وطريقة للإفصاح عما تشعر به.
وأضاف أن الكتاب يتطرق إلى كل من الحب والفن وهما مجالان رحبان، حيث يتساءل عن الرابط بينهما، مذكرا بأنه منذ الأزمنة الضاربة في القدم، إلى الوقت الراهن، كان هناك الملايين من البشر الذين يحتفلون بالحب في الخطابات والقصائد والأناشيد والعروض المسرحية والأفلام، لكن أيضا في المعمار والنحت أو التصوير الصباغي.
وأوضح أنه من خلال هذا الكتاب تثري لعلج ثقافة القارئ بأجمل الطرق، مستحضرا في هذا الإطار أن المؤلفة تعشق النور وتستوحي إلهامها من عالمها الباطني، حيث منحها التصوير الصباغي، باعتبارها أيضا فنانة تشكيلية، إمكانية دعوة الآخرين إلى دنياها وتبليغ رؤيتها للعالم، واستدراج اللامرئي إلى المرئي، والإلحاح على الخيال والواقع.
أما الأستاذ الجامعي والناقد الأدبي، مصطفى النحال، فاعتبر في تقديمه للكتاب، الذي جاء تحت عنوان “الخيمياء الشعرية النص- الصورة” أن كلا من النص والصورة في مؤلف لبابة لعلج يتطور بكيفية متوازنة داخل حوار وجودي دائم وحقيقي، يسائل الإنسان حول معنى الحب والجمال، إلى حد لا ندري معه من يعلق على الآخر النص أم الصورة.
ويرى النحال أن استعارات لبابة لعلج مغرية وجذابة، فهي ترضي، إلى درجة المزج بينها، جاذبية الجذور وشغف الأعماق، وفوق ذلك، تدعو إلى النظر والتفكير في أنه، من شذرة إلى شذرة، ومن عنوان إلى عنوان، ومن صورة إلى صورة، يمكن استعادة كل الحب المفقود، تماما مثل زمن مارسيل بروست. لذلك، فإن لبابة تخضع، طيلة صفحات كتابها، لهذا الإغراء.، الذي اعتبره بودريار، رسالة وصوت وتأويل…الإغراء لا قانون له، غير أن له قواعد جوهرية ومحايثة اعتباطية، لكن من الضرورِي احترامها داخل النص الشعري ومن خلاله… الإغراء ليس ذا طبيعة إلهية ولا صدفوية. إنه أمر شيطاني (لذا فهو أنثوي، يسارع المؤلف إلى إضافته). أن يمارس الإنسان الإغراء معناه أن يكون بدوره موضوعا للإغراء دائما (من هنا طبيعته الانعكاسية). إنه ينتمي على الأرجح إلى السحري والطقوسي.
ويخلص النحال إلى أن جوهر الاستتيقا، في كتاب لبابة لعلج، لا يحيل على نمط من الأشياء والموضوعات، بقدر ما يحيل دائما على نمط ما من التجارب الإستتيقية، عن طريقِ الكلمة أو الصورة. ويتعلق الأمر، هنا، بوحدة وتكامل لا بمنافسة بين الشعرِ واللوحات الفنية التشكيلية.
يذكر أن لبابة لعلج فنانة تشكيلية وأديبة، من مواليد فاس، توج مسارها الإبداعي عام 2019 بالدكتوراه الفخرية من طرف منتدى الفنون التشكيلية الدولي، وهي عضو رابطات كاتبات المغرب، وعضو المكتب الدائم لرابطة كاتبات أفريقيا.
ومن بين المنشورات حول تجربتها “بزوغ غرائبي”، و”عوالمي”، و”المادة بأصـوات متعددة”، و”تجريد وإيحاء”، و”سيدات العالم: بين الظل والنور”. ومن مؤلفاتها الأدبية كتابات ولوحات: “شذرات”، و”أفكار شاردة”، و”أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث”، و”تصوف وتشكيل”، و”ملحون وتشكيل”، و”شعر وتشكيل”، و”همس الصمت”، و”موسيقى وتشكيل” (الجزء الأول والجزء الثاني)، و”العيش مع الذات”، و”العيش المشترك”.
ومن بين أعمالها أيضا “رقص وتشكيل” (الجزء الأول والجزء الثاني)، و”الموت والفن”، و”الزمن والفن”، و”طريق النور”، و”الجمال والفن”، و”صوت باطني”، و”الحقيقة والفن”، و”الحرية والفن”.