جمال الدين جمال الدين بنحدو: أتذكر يوم صمت وضعوا “خاتم نقرة” في لساني وأشربوني الحليب
أوضح الفنان المغربي جمال الدين بنحدو أن فرحته كانت لما صام أول يوم في حياته بوضع “خاتم نقرة” في لسانه وأشربوه الحليب تحت زغاريد والدته. في هذا الحوار يتحدث الفنان عن عاداته خلال شهر الصيام، وطبقه المفضل خلال رمضان.
مادا يعني لك شهر رمضان:
أعرف عن نفسي ويعرف عني المقربين مني أني من أعداء الاعتياد la routineبحيث دائم التغيير والتبديل في عملي وابداعاتي وحتى سكني بل دائم التجديد حتى على مستوى أفكاري ومعتقداتي، ويحضرني نعث أحدهم أي بالطائر الحر، هذا ما يحققه لي رمضان من تغيير على المستوى اليومي بحيث أصوم النهار وأقتات بالليل مما يدخل على نفسي سعادة و فرحا تتير الاستغراب لذا من التقي بهم خلال النهار الى درجة انهم يشكون اني صائم، لا يهم فاني أصوم لمن خلقني الذي قال الصوم لي و انا اجزي به.
هل رمضان يعني لك تراجع في حيويتك المعتادة
بل العكس تزيد حيويتي ويزيد عطائي وحتى على مستوى الإنتاج الادبي والفني
بحيث يقل نومي بشكل واضح فلا انام الا ساعات قليلة خلال النهار أما الليل فهو لقاء عاىلي وأكل جماعي وسمر مع الاصحاب والاحباب وعروض فنية او ابداع موسيقي او ادبي بالنسبة لهذه السنة فقد كتبت قصيدة ملحونية بمناسبة عيد الفطر عنوانها “عيد الفطر”
ووقعت اتفاقا مع احدى الدور العالمية لإصدار كتاب جديد عنوانه “أدوات تحليل النص الموسيقي” يساعد على فهم النص الموسيقي بحيث يجعل المتخصصين يدركون ان الموسيقى لغة عالمية يمكن التعبير بها على جميع الاحاسيس البشرية وليس فقط ترانيم وتنغيم في فضاء العبث. فيكون جوابي على هذا السؤال هو ان حيويتي تزيد على المعتاد.
ما هو طبقك المفضل خلال هذا الشهر
رغم تغيير وتنويع الاطباق الرمضانية فتجدني التزم لجميع أيامه بتلك الشربة الدافئة وبعدها مباشرة ببيضة مسلوقة مغلفة في الكامون (هادو مايحيدهومش الطبيب) فتلاتين يوما تعني تلاتين قدرا من الشربة التي قد تتغير من حريرة مغربية اصيلة او شربة خضر او شربة سمك وكذلك تلاتين بيضة مسلوقة من النوع البلدي. اما غير ذلك فلا يهم.
ما هو وقتك المفضل خلال يوم الصيام
وقتي المفضل هو تلك النصف ساعة التي تسبق الاذان أذان الفطر حيث تخالجني احاسيس حقيقية حزينة و سارة في ان واحد. الحزينة هي التي ادكر فيها الذين يصومون على الدوام أولئك الذين يعانون من ويلات الحروب في جميع المعمور، مهما كانت انتماءاتهم الدينية
والأيديولوجية فهم في الأول والأخير بشر مثلنا لهم نفس الاحاسيس والاحتياجات البيولوجية، اما الاحاسيس السارة فاني احس بفرحة الصائم حين يتم صيامه بالكمال والتمام، فأتذكر تلك الفرحة الغامرة لما صمت اول يوم في حياتي مع العلم انيكنت لزلت صبيا أي لم ارشد بعد، ففرح بي ابي و امي وجداتي بوضع “خاتم نقرة” في لساني و اشربوني الحليب تحت زغاريد الوالدة رحم الله الجميع، كما أتوضأ و اجدد اللقاء مع خالقي و اشكر نعمته و ادعو لهذا الوطن الحبيب بالأمن و الأمان و السلم و السلام.
والسلام على “الكوليماتور” معشوقة المبدع أينما كان.