العمري يحتفي بأحد رموز التشكيل المغربي بالدار البيضاء

 

في المعرض الجماعي العالمي “رحلات تصويرية”

تحت شعار “رحلات تصويرية” انطلقت مساء يوم الخميس 30 نونبر 2023، بقاعة العرض التابعة للمكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، فعاليات المعرض الجماعي الدولي، الذي يمتد إلى غاية 7 دجنبر الجاري.
وجمع الحدث الفني عددا من الفنانين التشكيليين والنحاتين والفوتوغرافيين منهم مغاربة وأجانب، إلى جانب مثقفين وصحافيين من مختلف المنابر الإعلامية، ومهتمين بالحركة الفنية المعاصرة.

ويعد هذا الحدث الفني، الذي نظمته جمعية “فن وسفر” بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني، ومجلس المدينة، والمجلس الجهوي للسياحة بالدارالبيضاء، أول تظاهرة لمعرض دولي جماعي احتفى بتجارب متنوعة وبمدارس واتجاهات تشكيلية معاصرة من الهنا والهناك.
وشارك في المعرض الجماعي الدولي أزيد من 50 فنانا تشكيليا وفوتوغرافيا ونحاتا يحملون خلفيات متنوعة ويمارسون أشكالا فنية مختلفة.
وعلى مستوى هذه المبادرة الجمالية، قالت الفنانة التشكيلية ورئيسة جمعية “فن وسفر”، أسماء رشدي، إن المعرض الجماعي الفني الدولي حقق رهان نجاحه من خلال المشاركين المغاربة والأجانب الذين حملوا معهم ذائقتهم الفنية ووقعوا على حضور متميز تكشفه الأعمال المعروضة، التي توحدت في الرؤية، واختلفت أسلوبا ومنهجا، وأضافت في تصريح إعلامي أن الملتقى الفني احتفى بلقاء مفتوح مع أساتذة ونقاد جماليين من خلال ندوة “تحديات ورهانات الفن المعاصر” استعرضوا فيها أسئلة قضايا الفن المعاصر المغربي، بكل تمظهراته وتشكيلاته من الصورة والمنحوتة، إلى الصباغة، مبرزة أنه احتفاء خصيب يثري مسارات الفكر والفن بكل أشكاله الأسلوبية وصيغه التعبيرية.
جماليا نكفي ان نذكر من بين المشاركين الأجانب والمغاربة، الفنان التشكيلي العصامي مصطفى العمري الملقب بـ”المجدوب”، الذي كرم في هذا المعرض الجماعي العالمي، الفنانة الراحلة الشعيبية طلال، من خلال عمل كبير أثار الكثير من الإعجاب، على اعتبار أن لوحات المجدوب الفنية يدرك فيها المشاهد أنه إزاء سلسلة متواصلة من الشطحات باللون والشكل. فهي عبارة عن سفر إبداعي ملحمي في جسد الألوان والأشكال عبر تقنية الصباغة بكل مصادفاتها وخلاصاتها التركيبية. فهو لا يولي أهمية للتشذير والاختزال، إذ يوظف وحدات بصرية شبه تشخيصية تفصح عن مدى افتتانه بجمالية البصمة والأثر فوق السند/ القماش.
رسم كل أعماله الفنية بحيوية وتلقائية، سواء التي انطبعت بالوجوه والكائنات البسيطة العفوية، مطعمة بالشطحات الروحية. في عمله الفني الحر نستحضر مقولة فرانسيس بيكون: “عندما أراك الآن لا أرى خطوط وجهك فقط، بل أشاهد إشعاعات وإيحاءات وانبعاثات، وهذا ما أحاول أن أضعه في لوحاتي. إني أريد أن أصل الغموض، أما طبيعة المظهر، فهذا دور الكاميرا”.
ويعد الفنان التشكيلي مصطفى العمري، رئيس جمعية المجدوب للفن المعاصر، واحدا من الفنانين القلائل الذين رسخوا وجودهم الصباغي، انطلاقا من استلهام مواضيعه من مدرسة كوبرا التي تنتمي إليها الشعيبية وبيكاسو وميرو. وقال عنه قيدوم الصحافيين باللغة الفرنسية، دومنيك أورلوندو، إن منجز العمري يزاوج بين تجربة الشعيبية وألوان بيكاسو، مبرزا أن الفنان العصامي العمري سيكون له شأن كبير في الساحة الفنية المغربية والأوروبية، باعتباره الفنان الوحيد الذي يتماهى مع تجربتي أكبر فنانين شهدهما التشكيل العالمي المعاصر.