فاعلون وأساتذة ومهتمين يشرفون على إحداث نواة مكتبة بمدرسة بالعالم القروي بالجديدة

3bf54906-ffe0-4930-937c-aced53e7631b

المبادرة تهدف إلى تقليص الفجوة بين التعليم الحضري والقروي

ب.نفساوي – بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها، وفي بقعة خضراء، حيث تنعم بحجرات دراسية تنبعث منها أحلام تلاميذ يافعين يملأهم حب الدراسة والتعلم رغم اختلاف ظروفهم، انبثقت فكرة مليئة بكل الأحاسيس العلمية والمعرفية، مبادرة إحداث مكتبة بفضاء المؤسسة المركزية لكراربة التابعة للجماعة القروية أولاد غانم بإقليم الجديدة.
وجرت هذه المبادرة أخيرا من قبل جمعية فضاء الحوار للثقافة والتراث بالجديدة، بمعية ثلة من المبدعين والمثقفين والأساتذة الباحثين والمختصين في تدبير الخزانات المكتبية.

 شعلة تنير دروب العلم والمعرفة
كانت الابتسامة تملأ محيا وجوه التلاميذ الذين استقبلوا طاقم الجمعية بالتمر والحليب، وألقت بعدها التلميذة “خديجة” كلمة نيابة عن كافة أطر المؤسسة التربوية وتلامذتها، حيث أبهرت الجميع بمستوى خطابها الذي تملؤه كلمات الحب والتنويه والشوق الكبير لاحتضان الكتاب الذي اعتبرته المؤنس والشعلة التي تنير دروب العلم والمعرفة.
وفي كلمته بالمناسبة، اعتبر رئيس الجمعية ابراهيم القلعي، أن مبادرة إحداث مكتبة بهذه المدرسة التي تنتمي إلى العالم القروي، هي رسالة إنسانية تنبض بالحب والأمل تجاه فئة من التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بعيدا عن حاضرة الإقليم، مضيفا أن المعرفة حق للجميع، وأن من حق هؤلاء التلاميذ أن ينعموا بجو القراءة والاستفادة من مكتبة تنعم بمختلف الكتب والقصص التي بإمكانها أن تمنحهم فرصة العبور نحو طريق كله أمل في العلم والمعرفة.

نافذة نحو العالم
اعتبرت هيئة التدريس العاملة بالمؤسسة، أن إحداث هذه المكتبة هي بمثابة نافذة نحو العالم، وجسر يربط الحاضر بالمستقبل، وأن القراءة في حد ذاتها رحلة نحو النور، وهو السلاح الوحيد الذي يواجه به الإنسان قيود الجهل، وأن بمثل هذه المبادرات الساعية لتقريب الكتاب من الناشئة التي تقطن بالعالم القروي، من شأنها أن توفر لكل طفل سلاح مواجهة قيود الجهل بكل شجاعة، وكذا استثمار مهم في هؤلاء الأطفال التواقون إلى التعلم، واكتشاف عوالم كثيرة.

تقليص الفجوة بين التعليم الحضري والقروي
وتبقى مبادرة إحداث مكتبة بالمؤسسة المركزية لكراربة، قيمة مضافة لهذه المؤسسة التي تقع بمنطقة قروية، حيث سيمكن هذا النموذج التربوي من تعزيز فرص التعلم في صفوف الناشئة والإسهام في تنمية القراءة لدى التلاميذ وتطوير مهاراتهم الإبداعية والمعرفية.
وحرص أعضاء الجمعية والأطر التربوية، خلال هذه المبادرة على تنظيم المكتبة وتجهيزها، وتقسيم الكتب حسب الأصناف المتوفرة من قصص وكتب تعليمية وثقافية بالعربية والفرنسية، كما تمت الدعوة إلى تنظيم أنشطة موازية، تهم العديد من الورشات بهدف تحفيز التلاميذ على القراءة والتعلم، وتنمية قدراتهم الفكرية والاجتماعية، والمساهمة في تقليص الفجوة بين التعليم الحضري والقروي.