حكيمة القادري: سنة على حالة الطوارئ الصحية.. هل كانت الأزمة جائحة أم مانحة؟
حالة الطوارئ الصحية كان لها تأثير على كثير من الميادين، ومست بشكل مباشر وغير مباشر قطاعات حيوية، كما أنها غيرت من حياة وسلوكيات الناس، الذين عاشوا مرحلة الطوارئ الصحية بسلبياتها وإيجابياتها.
وتساءلت في هذا الباب حكيمة القادري، مرشدة أسرية ومديرة مركز الأسرة للاستشارة والتدريب بالجديدة عن ما بعد سنة من الطوارئ الصحية، وما الذي استفدناه من هذه السنة؟، وهل كانت الأزمة جائحة أم مانحة؟ وماذا أخذت منا وماذا منحتنا؟ أكانت سنة مروعة بامتياز أم كانت سنة اعتبار واتعاظ ووقفة مع الذات؟، مشيرة أن العالم مر بسنة صعبة، تجرع فيها خسائر في الأرواح وإصابات بأعداد مهولة لم يسبق لها مثيل، وتلتها أزمات اقتصادية متفاوتة في حدتها، وتدهور الاقتصاد في الغالبية العظمى من دول العالم، في أكبر أزمة عرفها التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية.
وقالت حكيمة القادري “رغم ما فقدناه وما شعرنا به من آلام، دائما هناك أمل، فلا نستطيع أبدا محو صور إيجابية من ذاكرتنا، كيف كان المغرب سباقا لاتخاذ تدابير احترازية للتدخل في الوقت المناسب من أجل الوقاية من الفيروس، ومنع انتشاره بالتوعية والتحسيس لتفادي انتشاره واستفحاله، فتعاملت معه بكل جدية ومسؤولية”.
ومن الإيجابيات التي برزت خلال جائحة كورونا، أبرزت القادري دور المجتمع المغربي وما أظهره من تضامن، شباب يوزعون منتجات غذائية على أسر أحيائهم الفقيرة، ونشطاء يتكلفون بمساعدات مالية لفائدة من فقد عمله في ظل الجائحة، معتبرة أن قيم التضامن قادرة على تغيير الكثير ومن شأنها إعادة الثقة في “ما اعتقدنا أننا فقدناه في زمن قريب”، وأنه في ظل الإيقاع السريع للحياة اليومية التي ألفناها جاءت الأزمة لتقول: توقف، أعد حساباتك من جديد. “علاقاتنا بأهلنا الذين أجبرنا على الابتعاد عنهم خوفا عليهم، وأهمية العلاقات الأسرية وما تحتاجه منا إلى تمتين بعد نهاية هذه الأزمة. علاقتنا بالطبيعة، إذ لم نكن نقدر المناظر التي ألفناها واعتدنا عليها إلا بعد هذه السنة من الوباء. كان معظمها حجرا صحيا فاشتقنا لضوء الشمس على ضفة نهر أو بحر جاري .أيضا الدراسة والتدريس عن بعد جعلنا نعرف أهمية الولوج إلى العالم الرقمي وتوثيق علاقتنا به فهو المستقبل لا محالة”.
وأوضحت القادري أنه في ظل الحديث عن هذه السنة، وجب التفكير بما منحته الجائحة والتفكير بإيجابية، “فالأزمة مؤقتة محدودة لن تمتد طيلة العمر، هذه هي النظرة التي يجب أن ننظر بها، المعينة على الحياة، المحسنة لها، والتي تخلصنا من اجترار الأحزان والاحتراق النفسي”.