أسامة بوحافة: منشد مغربي مقيم بإيطاليا

حاوره: ب.نفساوي

حدثنا عن بداية مشوارك الفني.

بداية مشواري الفني لها علاقة بطفولتي، إذ كنت متأثرا بوالدي الذي يتميز بحسن الصوت وتلاوته المتقنة لكتاب الله، وكان بين الفينة والأخرى بالبيت ينشد ابتهالات و مناجات في حب الذات الإلهية والحضرة المحمدية، وكنت أرافقه إلى المساجد حيث كان يعض الناس و يقرأ القرآن وكذلك في المناسبات، ومرة في إحدى المناسبات طلب مني والدي أن أقرأ بعضا من سور القرآن أمام الحاضرين فنلت إعجابهم وتنويههم، وكان يحضر معنا صديق لوالدي وكان مؤطرا تربويا في إحدى الجمعيات التربوية التي تعتني بأنشطة الطفولة، فبعدما التمس في الموهبة والحس الفني طلب من والدي أن يسمح لي بالحضور إلى دار الشباب 3 مارس حيث مقر الجمعية حتى أستفيد من الأنشطة، كنت أبلغ من العمر حينها 12سنة، وفي أسابيع قليلة صرت عضوا رئيسيا في مجموعة إنشادية للبراعم ومن هنا بدأت مسيرتي وعلاقتي بالإنشاد.

15492150_608611052672319_6867921522511235028_n-e11

هل تأثرت ببعض المدارس الإنشادية؟

بعد أن صرت ضابطا لأحكام الإنشاد و السماع، وبعد سنوات من مجالسة والاستماع و الاستفادة من كبار المسمعين بمدينتي قلعة السراغنة وخارجها بالزاوية الرحالية والجازولية وغيرهما، ثم عضويتي بإحدى الفرق الإنشادية المحلية، بعد هذه المرحلة قررت أن أنشأ فرقة إنشادية تلائم انطباعاتي وميولاتي في الإنشاد الديني، وكوني أميل للطابع المشرقي أكثر ميولا، ومند طفولتي لطالما كنت متأثرا ومحبا لمدارس إنشادية عريقة وعظيمة مثل طه الفشني و حسن الحفار و الشيخ النقشبندي والشيخ أبو راتب إلى غيرهم من المدارس العريقة في الإنشاد الديني، فكنت بهذا أميل إلى كل ما هو طربي هادف فاخترت أن تكون الفرقة إنشادية تعتمد على عزف آلات موسيقية، فكانت بحمد الله ومنه الأولى بمنطقة قلعة السراغنة بتركيبة شبابية شغوفة بهذا النوع من الفن الراقي وفي حلة وصبغة تجديدية هادفة.

ماذا عن تجربتك خارج أرض الوطن؟

حاليا أقيم بإيطاليا، وفيما يخص عملي الفني في إيطاليا، فقد كنت عضوا في إحدى الفرق الإنشادية بمدينة ميلانو، وكنا نشتغل في الحفلات والأعياد و المناسبات..من بعد هذه الفترة وبينما كنت أنشط في الحقل الخيري والدعوي مع هيئة الإغاثة الاسلامية بايطاليا islamic-rilief أتاحت لي الإغاثة الفرصة للمشاركة في بعض محطاتها و مناسباتها الكبيرة والمشاركة رفقة ثلة من كبار المنشدين العالميين أمثال ماهر زين و مسعود كرتيس وغيرهم.. ومن بعد ذلك صرت اشتغل على المستوى الفردي أتلقى دعوات من طرف شتى المراكز الإسلامية هنا في إيطاليا والجمعيات الخيرية، وكل من يشتغل في الحقل الديني وينظم مناسبات دينية.

ما يمكنه قوله عن الإنشاد الديني بالمغرب؟

أرى أن الإنشاد الديني بالمغرب لم يصل بعد إلى المستوى الذي يليق به ولم يبلغ بعد ذروته، وألاحظ كذلك أن هناك احتكار لأسماء معينة ألفنا مشاهدتها في سهرات تلفزيونية ومهرجانات كبرى، حيث أنه بالموازاة توجد هناك أصوات وطاقات شابة متمكنة و ضليعة في الميدان، مع الأسف لا تتاح لها فرص الاشتغال و الإبداع.. نتمنى من المعنيين بالأمر أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا التبخيس في حق المواهب الشابة الصاعدة.. كذلك نتمنى أن ينال هذا الفن التفاتة خاصة تليق بمقامه لكونه فن ملتزم يدعو إلى حسن الخلق والتغني والتقرب إلى الذات الإلهية والحضرة المحمدية.

هل من أعمال فنية في المستقبل القريب؟

نعم بكل التأكيد، فأنا مقيم حاليا بإيطاليا، وطموحي كبير في أحذو بهذا الفن إلى مستوى جيد، حيث اشتغل حاليا على أول ألبوم، سيصور على طريقة فيديو كليب، وسيكون العمل احترافي من الناحية التقنية والفنية.