ياسمين العراقي تعرض “ألبوم العائلة” برواق منظار بالدار البيضاء

f5e48faf-934d-4a37-922b-d24e293474cb

تجمع بين التشكيل والتأليف وتستعد لإصدار “انغماس”

تعرض الفنانة التشكيلية ياسمين العراقي من 18 إلى 30 شتنبر الجاري، جديد أعمالها الفنية برواق منظار بالدارالبيضاء تحت تيمة “ألبوم العائلة”.
ويتضمن هذا المعرض الفردي مجموعة من اللوحات التي أنجزتها العراقي أخيرا.
ويطرح «ألبوم العائلة» تساؤلات حول المكانة الخاصة التي تحتلها ألبومات الصور الفوتوغرافية في ذاكرتنا الجماعية. ففي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كانت هذه الألبومات شبه أساسية: ثقيلة الحجم، مزخرفة، وغالباً ما يتم اختيارها بعناية، إذ كانت تعكس ليس فقط الصور التي تحتويها بل أيضاً جمالية عصرها.
هذه الأعمال الجديدة حسب مجموعة من النقاد الجماليين تنتمي إلى السلسلة الجديدة من إنتاجاتها الصباغية، تقدم التشكيلية والكاتبة ياسمين العراقي فيها نظرة خاصة حول الوجوه الحية في ذاكرتنا الجماعية، وأبرزوا أن التشكيلية العراقي تتمتع بقدرة رائعة في رسم التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي وحدها تعرف أسرارها حيث يثير فضول المتأمل.


على المستوى الجمالي راكمت العراقي مجموعة من التجارب، إذ عرضت أعمالها في مجموعة من الجغرافيات العالمية وتحديد المغرب، وفرنسا، والولايات المتحدة، وهولندا، وكندا، وإسبانيا، والسويد وإيطاليا، كما شاركت في بيناليات ومعارض دولية كبرى مثل بينالي مراكش، ومعرض Photo L.A.، و1:54 Contemporary African Art Fair، ومهرجان PhotoMed.
أسّست مبادرتي Youth’s Talking وAwiiily (2010–2014)، ثم أطلقت في عام 2017 فضاء Dasthe Art Space، وهو منصة مستقلة مكرّسة لإنتاج ونشر الفن المعاصر.


أما اليوم، في عصر الرقمنة، فقد اختفت أو تكاد تختفي طباعة الصور وجمعها في ألبوم واحد أو ألبومات متعددة. ويُبرز هذا الرجوع إلى الألبوم كجسم مادي فارقاً جوهرياً: فالصورة في الماضي كانت غالباً أكثر توازناً وإتقاناً، لأن لكل لقطة ثمناً وقيمة. بينما سهولة التصوير الرقمي تدفع إلى التراكم من غير اكتراث كبير بالتركيب الفني. ومن هنا، يقترح المعرض قراءة حسّاسة لهذا التحوّل، مسلطاً الضوء على الحنين من جهة، والغنى الجمالي لهذه الألبومات من جهة أخرى.


تجدر الإشارة إلى أن ياسمين العراقي، رائدة ثقافية ومصمّمة وسائط متعددة، وُلدت في الدارالبيضاء عام 1989. حاصلة على دبلوم من المدرسة الوطنية العليا للفنون في باريس ـ سيرجي (2012)، ومن مدرسة الفنون البصرية في نيويورك (2014)، وعلى ماجستير إدارة الأعمال في سوق الفن (EAC باريس).
إلى جانب عملها التشكيلي، تكتب الفنانة أيضاً: إذ تستعد حالياً لإصدار كتابها الجديد «Immersion» عن منشورات هاشيت. يجمع هذا الكتاب بين الخيال العلمي والجيوسياسة، متخيّلاً مستقبلاً. وليس هذا كتاباً في المدينة الفاسدة بالمعنى التقليدي، بل هو سرد لحيوات يومية في عالم صار فيه ما بعد الإنسانية أمراً مألوفاً.