التشكيلي عبد السلام القباج يعرض “دمع الطبيعة” بفن الملهمة بالدار البييضاء
قال إن الأعمال المعروضة ثمرة الحجر الصحي وتأسف عن حالة البيئة
يحتضن رواق “فن الملهمة arte muse)) بالدار البيضاء، معرضا فرديا للفنان التشكيلي المخضرم، عبد السلام القباج، تحت تيمة “دمع الطبيعة” ويمتد إلى غاية 31 ماي الجاري.
وقال التشكيلي القباح، وصاحب رواق “فن الملهمة” إنه فضل أن تكون أعماله المعروضة مختلفة.
وأضاف في لقاء صحفي أنه اختار مجموعة من اللوحات المختلفة الأشكال، من الحجم الصغير ذات المنزع البين تشخيصي والبين التجريدي، والأحجام الكبيرة التي خلصت لأجواء كورونا وحالة البيئة.
وأفاد القباج أن أعمالا جديدة هي ثمرة الحجر الصحي، وناهزت 30 لوحة تشكيلية مجملها يعبر عن مأساة الطبيعة وعن المرحلة التي يمر بها العالم من ضيق الأفق ومخلفات الجائحة ومصير الطبيعة، مشيرا إلى أن أعماله تتميز بأسلوب ذاتي يستقي من الانطباعية التي يدرجها ضمن الحداثة التي تحتفي بالرموز والحروفية معا.
من جهة أخرى قال القباج، الذي تلقبه الصحافة بـ” الهيروغليفي المثقل بأسرار الحياة”، إنه يشتغل على تيمة المشاهد الطبيعية في تجلياتها الخامة، إذ يمتح من عناصرها مثل أغصان الشجر وجذورها التي توحي له بتعرجات الخط العربي ويدمجه ضمن تمثلات فنية بأسلوب حداثي لا واقعي معتمد على الخيال، مطلقا صرخة النجدة لصالح البيئة النظيفة عوض الصد عنها وتركها لتعبث بها يد الإنسان اللامسؤول.
على المستوى النقدي سلط الناقد الفرنسي، ألان مارك، الضوء على أعمال الفنان التشكيلي المخضرم، عبد السلام القباج، في مقال يحمل عنوان” عبد السلام القباج في أعين الآخرين”، وكتب مارك أن “الأعمال الأولى للفنان التشكيلي القباج تعكس ذكرياته الطفولية، وجاءت محترمة للفضاء والوقت، وهي انعكاس حقيقي لطفولته بمدينته الأصلية، حيث يتحدث القباج عبر لغته البصرية عن الفضاء المفقود، ويمنحنا عبر قماشاته مفاتيح البحث عن هذه الأحلام الصغيرة والكبيرة التي توارت مع الزمن”. ويضيف الناقد الجمالي الفرنسي مارك، أن البحث عن هذا الزمن المفقود متوار خلف الأشكال والألوان وفي ذاكرة أطفال الجديدة، حيث تفوق القباج في انتاجها بصريا قابضا على أجمل لحظات الحياة. ويضيف أن القباج يبرز ألوانا قريبة إلى وجدانه منها الأزرق الذي هو لون سماء الجديدة، والأخضر الذي يحيل على قاع بحرها، إلى جانب الأحمر الممزوج بالأصفر وهو لون جدران المدينة القديمة، والأبيض والأسود لونا الخيالات إلى جانب البني الترابي. وخلص الناقد الفرنسي إلى أن القباج فنان يقبض على اللحظات الهاربة بكل أحاسيسه ورؤاه الجمالية وألوانه التي تحيا في القماشة وتسكنها.
ليست أعمال القباج مجرد محاولات تجريبية او بين تشخيصية تراهن على الشكل وتتوق إلى الجمال الظاهر. إنها، على عكس ذلك، رسائل معرفية وعرفانية معا، تهجس ببعض أسرار الحياة التي تعرج بنا من مكان إلى مكان، وتنتقل بنا من محيط إلى آخر، ونحن لا نرى إلا حقائقنا الخاصة، ولا نسمع إلا أصواتنا التي تسكن جوارحنا. رغم هذه الثورة الصباغية وهذا الميثاق البصري، فإن الفنان المخضرم أدرك ان التشكيل قصيدة تسائل ذواتنا، وأحلامنا الصغيرة والكبيرة على امتداد معارضه التي فاقت 70 معرضا بين الجماعي والفردي ودشن أولاها بمعرض له بدار السلطان بباريس سنة 1959، وآثر أن يبدع من خلاله لونا جديدا وأسلوبا مغايرا، جمع بين كل التعبيرات التشكيلية، التي ألهمت تجاربه على امتداد أزيد من خمسة عقود.يدكر ان اللون الطاغي على أعماله الفنية هو الأخضر بكل تدرجاته.