أنشطة فنية مكثفة بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء

29fb68f7-2345-4ae1-9e07-644f5b18ee50

احتفاء وتكريم وندوة علمية ومعرض فني عالمي وورشة حول ترميم المنحوتات والأعمال الخزفية للطلبة

احتضنت المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، أخيرا، فعاليات الملتقى الأول للنحت والخزف بالمغرب دورة الراحل حسن السلاوي، الذي نظمته جمعية أتوليي اثار آرت بشراكة وتنسيق مع المدرسة العليا للفنون الجميلة، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجماعة الدارالبيضاء.
في غمرة هذا الاحتفال الجمالي، الذي تزامن مع زخات مطرية خفيفة، كانت مجموعة كناوة ترقص على طريقتها، وعلى إيقاع القراقب والطبول تمايلت الأجساد هنا وهناك، وحده صوت مقدم فقرات الحفل كان مجلجلا، يدعو الحاضرين إلى أخذ أماكنهم، استعدادا لافتتاح الملتقى الأول للنحت والخزف.
بهذا الأفق الجمالي والفني، نوه عبد اللطيف الناصري، المفوض في قطاعي الثقافة والرياضة، فكرة تنظيم هذا الملتقى، مؤكدا في كلمته ان مجلس المدينة أبدى استعداده لدعم الجهات المنظمة لهذا الحدث الفريد من نوعه، مذكرا بأهمية المكون الثقافي في يوميات سكان الدارالبيضاء.


بدوره قال مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة، سعيد كيحيا، في كلمة مرتجلة، خلال الحفل الذي نشطه الكاتب والناقد الدكتور عبد الله الشيخ، إن الطلبة والفنانين والنقاد ومجموع المتيمين بحلاوة الفنون، سيعيشون في هذا اللقاء لحظات لا توصف، حيث تتجه الأضواء إلى فني النحت والخزف، كما وجه في كلمته شكره وامتنانه لكل من آمن بالفكرة وساهم في إنجاحها، من قبيل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة والرياضة، التي دعمت هذا اللقاء، مشيرا إلى أن إدارة مدرسة الفنون الجميلة كسبت رهان تنزيل هذا التصور على أرض الواقع، من خلال مشاركة ثلة من مهندسي وصناع الحياة الذين توافدوا من مدن مغربية مختلفة، للمشاركة في هذا الحدث الماتع والمائز، إلى جانب ضيوف الشرف: من تونس: صحبي الشتيوي، فاتح بن عامر وكمال الكشو، كوكو بي من ساحل العاج، ومن المغرب كل من: إكرام القباج، عبد الرحمان رحول، عبد الكريم الوزاني. ومن الذاكرات ذكر كلا من روجيرو جيانجياكومي من إيطاليا، والصديق الصديقي ومحمد الدريسي من المغرب.


وأفاد كيحيا ان مثل هذه اللقاءات تمد جسور الإبداع والحوار بين مختلف الحساسيات، لافتا إلى أن هذه الدورة توجت بمعرض تشكيلي يستمر برواق المدرسة العليا للفنون الجميلة إلى غاية 28 دجنبر الجاري، بمشاركة فنانين رسخوا وجودهم الفني في الداخل والخارج، وهم كالتالي: زواندا إلتريش من الكونغو، سيريكي كي من بوركينا فاصو، سينيت جيلبير وآن طارو من فرنسا. ومن المغرب: سعد بوحمالة، عبد السلام أزدام، عبد الكريم الأزهر، خالد أطلس، رشيد باخوز ، عبد العزيز باقي، مصطفى بخشي، عبد القادر بوطافي، مصطفى بومزوغ، خالد بيي، محمد السالمي، عبد السلام الشعرة، شعيب شكايري، مصطفى ضيف، محمد الطبال، محمد العادي، المصطفى غزلاني، محمد غزولة، محمد الفرقشي، محمد قلقازي، عبد المالك الكبير، نجاة مفيد، علي ميمون، مصطفى النافي، لحسن نتيج وعبد العزيز وحيد.


من جهة أخرى أشار مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضا، سعيد كيحيا، إلى أن الساهرين ومنظمي هذا الحدث توافقوا أن تحمل الدورة الأولى اسم النحات الراحل حسن السلاوي، باعتباره من رواد تطويع المواد الخزفية والنحتية، كما سلط كيحيا الضوء على أهمية النقد في تتبع مسار أي تجربة كيفما كان نوعها، بالكتابة، وهذا ما يضيء أهمية العمل الثنائي بين الفنان والناقد.
مصطفى الغزالي، رئيس جمعية أتوليي أثار آرت، قال إن هذا الملتقى الجمالي يعد الأول من نوعه في المغرب والعالم العربي، مضيفا أنه حدث جمع كل الأطياف من فنانين ونقاد وطلبة لإنجاح هذا المعرض الإنساني، وذلك انسجاما مع ثقافة الاعتراف، التي أكدت أن الاسم كبير يستحق هذا التكريم، ولا شك أن هذه الدورة ستدون في تاريخ الدارالبيضاء خاصة والمغرب عموما. وهي ترسخ هذه الثقافة من خلال تكريم أيضا الفنان والمبدع موسى الزكاني، لأنه في العمق احتفاء “الانسان بالإنسان، احتفاء الطين بالطين” بصفتهما من كبار الذين سخروا جهودهم للابداع في جنس النحت كتعبير متنوع.


من جهته قال المخرج السينمائي، كريم صلاحي، في كلمة باسم الطاقم التربوي لمدرسة الفنون الجميلة، إن” الملتقى المغربي الأول للنحت والخزف يقف عند منجزات الماضي والحاضر، ويستشرف المستقبل مع الجيل الجديد من الطلبة”، مبرزا في الكلمة ذاتها أن ترويض الطين عند حسن السلاوي يعني كتابة الذاكرة على سند لوحي صلصالي، يبقى شاهدا على التاريخ الفردي والجمعي، وتشكل المادة عند موسى الزكاني ولادة متجددة حية تنبض بالتلقائية والحركية.
وعن طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، تناولت الكلمة بسمة نوري، مبرزة أهمية هذه التظاهرات الفنية في المسار التعليمي والتثقيفي للطالب، من خلال احتكاكه بالرواد، وكشفت نوري ان الطلبة كان لهم قصب سبق أيضا في المشاركة في ورشة الخزف الفني والنحت، وتمرسوا على صيغ الإعداد والإنجاز والترميم، واهدوا من جانبهم اعمالا فنية لأسرة الراحل حسن السلاوي. إلى جانب هذا الزخم الفني نظمت بالمدرسة ذاتها ورشة فنية حول ترميم المنحوتات الفنية والأعمال الخزفية.
وتوج الحفل بتكريم حسن السلاوي، وموسى الزكاني، والإشادة بضيوف الشرف، الذين حضروا من أقطار عربية وأوروبية وإفريقية.


ومن بين فقرات الملتقى، أيضا، تنظيم ندوة فكرية تخصصية بقاعة أكاديمية الفنون التقليدية بالدارالبيضاء، حملت عنوان” النحت والخزف في التشكيل العربي تجارب ومسارات” بمشاركة نقاد وباحثين جماليين من بينهم فاتح بن عامر وكمال الكشة من تونس، وعبد الله الشيخ، وإبراهيم الحيسن، وشفيق الزكاري، وإدريس كثير، وبنيونس عميروش، والمصطفى غزلاني، وعبد الكريم الأزهر، وحسن لغدش وأحمد حروز من المغرب، وتولى إدارة جلستي هذه الندوة كل من الباحثين الجماليين، مصطفى النحال، وعبد العالي معزوز.