
ويسود تخوف كبير إثر تأخر الأمطار، الذي يزيد محالة من محنة الفلاح بالإقليم خاصة أن المنطقة تزدهر بشكل كبير من القطاع الفلاحي، وأن أغلب الفلاحين خصوصا الصغار منهم تتعلق حياتهم بالفلاحة، وهو ما يجعل تأخر سقوط المطر يهدد مستواهم المعيشي.
ويتميز إقليم الجديدة بتنوعه الفلاحي، من خلال إنتاج الفواكه والخضر خاصة منها العنب واليقطين، كما يعتمد بشكل كبير على قطاع الدواجن.
جريدة الصحراء المغربية قامت نهاية الأسبوع الماضي بجولة تفقدية ببعض الأراضي الفلاحية القريبة من المدار الحضري لمدينة الجديدة، حيث تبين أن بعض الأراضي مازالت غير محروثة، وينتظر أصحابها نزول المطر من أجل البدء في حرثها وزراعتها.
“الوقت بغات الما”
التقينا بأحد الضيعات الفلاحية على مقربة من زاوية سيدي اسماعيل، فلاح في الخمسين من العمر (بوشتة)، رفقة زوجته على متن عربة مجرورة بدابة، ويتجه صوب مقر سكنه، حيث أفاد لنا بلكنة حزينة “الوقت بغات الما”.
الفلاح ترجل من على متن عربته، وأضاف قائلا “مازلنا ننتظر بفارغ الصبر نزول الأمطار، وأملنا في الله كبير، ما زلنا لم نحرث الأرض بعد.. لقد اشتريت “الزريعة” وها نحن ننتظر الغيث.. لقد تعودنا في بعض المواسم على تأخر الأمطار خصوصا في شهر أكتوبر، لكن الله كان دائما يفرجها علينا، وهذا ما نتمناه خلال هذا الموسم”.
وأضاف “بوشتة” أن الماشية تتأثر بشكل كبير، وتزيد من محنة الفلاح في شراء العلف، أمام غياب الأعشاب الربيعية التي تحتاجه الماشية خلال مراعيها، حيث يكون مزودها الرئيسي في تنميتها.
فريد (فلاح شاب):
بالقرب من مدارة “مصور راسو” التقينا فلاحا شابا في الثلاثينيات من العمر، ذو مستوى تعليمي جامعي، حيث أفاد لنا بأن تأخر الأمطار له انعكاسات سلبية على المواطن، إذ يلجأ بعض الفلاحين إلى تخزين واحتكار المواد العلفية وتخفيض عدد رؤوس القطيع، مضيفا أن الفلاح لازال يأمل في نزول المطر رغم تأخره، وأنه بالمقارنة مع السنة الفارطة فقد عرفت الأمطار نزول كميات لا بأس بها جعلت الفلاح يبدأ دورته الزراعية في وقتها العادي ولا يزال يومان فقط على بداية زراعة الحبوب الخريفية.
وأضاف فريد مبتسما أن بعض الفلاحين الصغار بدؤوا يتذكرون المثل الشائع مع تأخر الأمطار في وقتها “إذا طلع المشبوح مع العشا لوح الزرع بالكمشة وقول العام مشا”.
وزاد قائلا أنه نظرا لكون مناخ المغرب أصبح شبه متوسطي يتميز بعدم انتظام الأمطار وتركزها في مدة قصيرة تجعل المغرب يعرف شحا في الأمطار في بداية الموسم الفلاحي أو في نهايته وهذا ما يفسر أن الجفاف بالمغرب جفاف بنيوي.
غلاء الخضر بالأسواق:
بأكبر سوق بمدينة الجديدة “بئر ابراهيم” المعروف بسوق لالة زهراء، لا حديث يعلو فوق غلاء الخضر، حيث اشتكى العديد من رواد السوق من ارتفاع أسعار الخضروات، وقد برر “عمر” بائع الخضر ذلك بكون غلاء أسعار الخضر شيء طبيعي في مثل هذه الأوقات التي تتأخر فيها الأمطار، حيث يلجأ التجار إلى عملية الاحتكار وهو ما يزيد من مضاعفة أسعارها.
أرقام فلاحية بالجديدة:
يتوفر إقليم الجديدة على حوالي 280 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، وتشغل الأراضي الزراعية المسقية حوالي 21 ألف هكتار من هذه المساحة، وتتميز بفلاحة متنوعة، تشمل زراعة الخضر والفواكه، ويصل إنتاجها ااسنوي إلى حوالي 500 ألف طن، أما محاصيلها الزراعية فتصل إلى أكثر من 200 ألف هكتار بإنتاج سنوي يصل إلى 360 ألف هكتار.
بوشعيب نفساوي