لماذا تموت النوارس بشاطئ الجديدة؟

بقلم: دليل الصقلي جمال الدين

في أكتوبر من سنة 2017 نشر الدكتور حميد الركيبي الإدريسي صورا لطيور نافقة و علق علبها
“طيور موقع رامسار في خطر… خلال زيارتي لدراسة الطيور بالواليدية، وجدت جثتا لطيور البط، والخواض الصغير و النحام نافقة… الأسباب الرئيسية هي التحول الهيدرولوجي لللاجون و المياه العادمة بالإضافة إلى مشكل التسميد المفرط. التحاليل جارية”
نسرد هذه الشهادة لباحث جامعي و أستاذ سابق بجامعة شعيب الدكالي لنستعين بها في فهم ما يجري حاليا للنوارس بشاطئ الجديدة التي تنفق أمام أعيننا كل يوم منذ ما يزيد عن شهر.

فمنذ ظهور أولى الجثث بالشاطئ، دأبنا على تعدادها و أخد صور لها، و مراقبة النوارس الجاثمة على الرمل للوقوف على الأعراض التي تعاني منها، فاستخلصنا ما يلي :
– تصاب النوارس بشلل تصاعدي يبدأ من الأرجل و يصعد إلى الرأس مرورا بالجناحين فالجهاز التنفسي ثم الرأس.
– يتغير وضع الجناحين بحيث يصير نصف مشرع و لا يستطيع الطائر التحكم فيه.
– يجد الطائر المصاب صعوبة في التنفس.
– لا يستطيع التحكم في رأسه بحيث يسقط الرأس كلما حاول رفعه.
– يبقى الطائر على هذا الحال إلى أن ينفق بسبب الاختناق.

و هذه الأعراض تتسبب فيها مادة سامة تصيب الجهاز العصبي للطيورneurotoxine
و تفرزها بكتيريا تتكاثر في الأحواض المائية الراكدة و مطارح النفايات التي تلجأ إليها النوارس للأكل أو الشرب.
وهذه الطيور المريضة أو النافقة غير معدية إلا في حالة أكلها من طرف الإنسان أو الحيوانات بحيث تنتقل المادة السامة إلى من تناولها، لذا يجب تجنب اقتياد الكلاب و القطط إلى الشواطئ و الأماكن التي توجد فيها هذه الطيور.
الدكتور حميد الركيبي حذر في منشوره من الخطر المحدق بطيور منطقة رامسار، فماذا تعني هذه المنطقة؟
رامسار هي اتفاقية دولية حول الأراضي الرطبة، وافق عليها المغرب بتاريخ 20 أكتوبر 1980 و لحد الآن فقد سجل 38 موقعا بهذه الاتفاقية، من بينها موقعي سيدي موسى و الواليدية. والجهة الحكومية المسؤولة على هذه الاتفاقية بالمغرب هي المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر، وهي بذلك أول من يجب أن يتدخل للبحث عن المسببات لوقف ظاهرة نفوق النوارس و غيرها من الطيور المستوطنة أو العابرة بالتنسيق مع باقي المصالح الحكومية كل في مجال تدخله، الجماعات الترابية، التجهيز، الماء، البيئة، الفلاحة، الجامعة، المختبرات العمومية المختصة في الماء، البيئة، التغذية، المصالح البيطرية والصحة العمومية.

ما الذي يجب فعله؟
– أخد عينات من الطيور النافقة و الحاملة للأعراض المذكورة أعلاه و تحليلها لتحديد المادة أو المواد المسؤولة عن هذه الظاهرة.
– أخد عينات من المواقع التي ترتادها هذه الطيور للأكل أو الشرب و تحليلها (الشواطئ، مطارح النفايات، الميناء، مصب نهر أم الربيع، البرك المائية …).
– جمع الجثث و دفنها حتى لا تأكلها الحيوانات اللاحمة أو المشردون.
– اتخاد ما يلزم من إجراءات بناءا على نتائج التحاليل المخبرية.
– تهيئة برك مائية اصطناعية بالقرب من مكان تواجد الطيور للحد من التسممات.
و إذا لم تتحرك أية جهة للحد من هذه الظاهرة فلا يسعنا إلا التضرع إلى الله بالدعاء ليغيثنا بالمطر لتمتلئ الأحواض المائية الملوثة و تنقص كثافة البكتيريا و المواد المسببة للتسمم،و تستعيد الأحواض المائية جزءا من عافيتها.