“المدينة والحضري: منظورات جديدة ورؤى متقاطعة” موضوع ندوة دولية بالجديدة
ينظم مختبر الأبحاث والدراسات حول التداخل الثقافي يومي 28 و29 أبريل الجاري برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة ندوة دولية في موضوع: “المدينة والحضري: منظورات جديدة ورؤى متقاطعة”. وتتمحور عناوين الندوة حول ثلاثة عناوين رئيسية وهي المدينة والحضري: إشكالات مفاهيمية وقضايا إبستمولوجية. والمدينة والديناميات الاجتماعية، و خطاب المدينة/ الخطاب حول المدينة.
وتهدف هذه الندوة إلى فتح آفاق للتفكير في المدينة والحضري(l’urbain) وفي علاقتهما المركبة التي تنسج خيوطها تمفصلات المدينية (citadinité) والحضرية (urbanité) والميتروبولية (métropolité)، كأنماط حياة؛ من منطلق أن هذه العلاقة المعقدة والمتعددة الأبعاد تبقى محورية في سيرورات وديناميات التغير الاجتماعي.
كما تراهن على المساهمة في بناء مقاربات نقدية منفتحة على الأفق الكوني والعمق المحلي؛ وعلى تمفصل الماكروي والميكروي لعناصر وآليات التغير الاجتماعي، عبر مساءلة مظاهر تداخل المحلي والكوني في تجارب مختلفة، والغوص في عوالم المدينة بوصفها “يوتوبيا”، فسيفساء، موضوعا لاستيهامات، فضاء محكيا- فضاء يؤثث وينحت معالم الذاكرة- ديناميات عوالم متعددة، لا يقينية…
وتروم الندوة إلى فتح آفاق التفكير أمام مختلف مجالات التدبير الحضري وحقول الآداب والعلوم الإنسانية: الهندسة المعمارية، التعمير، الرواية، السوسيولوجيا ، الأنتربولوجيا، الجغرافيا، التاريخ، اللسانيات الاجتماعية الحضرية، السيميولوجيا… لمساءلة واقع المدينة والحضري بين الأمس واليوم، وتحليل أدوار ووظائف المدينة في ديناميات تحولات المجتمعات الجديدة، أي كيف تعيد المدينة تشكيل المجتمع بل وإعادة تحديده، وكيف تشكل المدينة واجهة ومسرحا لهذه التحولات؛ والكشف عن ملامح المدينة في عالم يتسم بشتى مظاهر التعقيد. ويولى اهتمام خاص للمساهمات المرتكزة على دراسة نماذج أو حالات أو تجارب، وللمحاولات الثنائية أو المتعددة أو المتداخلة التخصصات.
وجاءت أرضية الندوة من خلال مواكبة الفلاسفة والأدباء تحولات المدينة الحديثة والمعاصرة بأعمال تعكس بعض ملامح تطور الحضارة والفكر، أعمال ما انفكت تغري المؤرخين والأنثربولوجيين والسينمائيين، باعتبارها توثق لأحداث ومحطات ومنعطفات تاريخية. وقد أضحت العديد من المدن الحديثة والمعاصرة أيقونات بفضل اقترانها بأسماء لامعة: باريس زولا Zola)) وبلزاك (Balzac) وجيل فيرن(J.Verne) وفيكتور هيغو V. Hugo))؛ فينيزيا ( Venise) أراغون ¬(Aragon) وبروست (Proust) وهيمنغواي ( Hemingway)؛ طنجة محمد شكري وبول بولز(P. Bowles) و جان جنيه(J. Genet) …
ومنذ القرن التاسع عشر، حظيت قضايا المدين والحضري L’urbain)) باهتمام علوم إنسانية عديدة (السوسيولوجيا، الجغرافيا، الأنثربولوجيا…). نلمس ذلك بدرجات متفاوتة، بشكل صريح أو ضمني، في العديد من المؤلفات التي واكبت نشأة المدن الحديثة، ارتباطا بميلاد المجتمع الصناعي، حيث اقترنت سيرورة التصنيع بسيرورة التمدين، مرورا بمرحلة المجتمع ما بعد صناعي حتى عصرنا الحالي، عصر العولمة والتكنولوجيات الجديدة… من هذا المنطلق، يمكن اعتبار تطور باراديغمات هذه العلوم، بشكل ما، وجها من أوجه تطور التفكير في الظاهرة الحضرية. وتبعا لذلك، يمكن اعتبار التحولات الجذرية التي يعرفها عالم المدينة اليوم منعطفا بارزا في مسار هذا التطور.
لقد فرضت هذه التحولات تطوير مقاربات ودراسات مواكبة لتعقيدات الظواهر الحضرية الملازمة لها، والتي تعكس بعض ملامحها توصيفات ما فتأت تتناسل يوما بعد يوم (المدينة – العالــــم (ville-monde)، المدينة العالمية (ville mondiale)، المدينة الشبكة(ville réseau) ، المسامية(poreuse) ، الخلاقة(creative) ، الجنيسة (générique )، الرقمية(numérique) ، المنشبكة(en réseau) ، الكونية(globale) ،الكوكبية(satellite) ، الميتابولية (métapole)، الميغابولية(mégapole) الأرخبيل (Archipelle)، الذكية(intelligente) ، المفككة (desserrée) ، المتشعبة الروابط(ville hypertexte) ، المتضخمة(hyper ville)… ). موازاة لذلك، نشهد يوما بعد يوم ابتداع تصنيفات تعتمد أسس ومعايير متعددة لترتيب المدن: أجمل المدن، المدن المكلفة معيشيا، أخطر المدن، أضخم المدن، أفضل المدن، المدن الأكثر أمنا… ؛ كما نشهد أيضا بروز أو انبعاث مدن وموت أخرى، صعود مدن صنعت شهرتها وكالات الأسفار وأخرى بوأتها أحداث دولية مكانة عالمية…