فنانون من مدينة مكناس مستاؤون من عدم برمجتهم في “مهرجان مكناس” احتفالا بمرور 20 سنة على تصنيف المدينة تراثا عالميا

صب مجموعة من الفنانين من أبناء العاصمة الإسماعيلية جام غضبهم على إدارة “مهرجان مكناس” التي تستعد لتنظيم احتفالية بمناسبة مرور 20 سنة على ترتيب مدينة مكناس تراثا عالميا، في الفترة الممتدة من 2 إلى 7 دجنبر 2016.

وخلقت هذه الاحتفالية جدلا واسعا داخل أسرة الفن بمدينة مكناس، حيث بالرغم من أنها تحظى باستضافة نجوم كبار كالفنان عبد الوهاب الدكالي ونعمان لحلو وسامي يوسف وآخرين الذين يمثلون أهرامات الأغنية العربية، إلا أنها لاقت عتابا كبيرا من لدن الفنانين المكناسيين الذين وجدوا أنفسهم في دائرة الإقصاء من الاحتفال بتراثهم اللامادي.

15192618_1072377222875257_5726069773814209846_n-cd4

وأوضح الفنان عبد البوزيري في اتصال بـ”المراسل الصحفي” أنه سبق له وأن طرح طلب المشاركة منذ سنة 2015 وألح على تذكير الجهة المنظمة دونما أن يصله رد في ذلك، مبديا مثالا عن مدينة مكناس العريقة بأن “خبز الدار ياكلو البراني”.

وتساءل البوزيري عن كيف لمدينة فاشلة في تسويقها لموروثها التاريخي وهاملة لأسواره الشامخة أن تخلد مثل هذه الاحتفالية، فالأجدر بالنسبة لها أن تحتفل بمرور 20 سنة على الإهمال و التقصير و اللامبالات المتكررة والتغييب الممنهج لكل غيور على مدينة مكناس العريقة.

وأضاف البوزيري أنه ليس الفنان الوحيد الذي تم إقصاؤه من هذه الاحتفالية، بل هناك فنانين مكناسيين آخرين من قبيل الفنان أمير علي، والفنان ياسين حبيبي وآخرون.

وفي تدوينة له على صفحته الخاصة بالفايسبوك هاجم الفنان أمير علي إدارة المهرجان بالقول “إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة”، مبديا أنه لأول مرة يكتشف أن المدير الفني يبرمج نفسه هو الأول.

وتأتي هذه الاحتفالية التي خلقت الجدل قبل بدايتها، قصد التعريف بالمآثر التاريخية الهامة لمدينة مكناس المغربية والتي استحقت بها أن تسجل لدى منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي سنة 1996، وتسعى إلى ترتيب مآثر أخرى وبعض أشكال التراث اللامادي بالعاصمة الإسماعيلية، وتوظيفها للترويج للمدينة ولتنوع مؤهلاتها التارييخة والثقافية، باعتبارها رافدا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.

ويستهدف “مهرجان مكناس” الذي ينظم بالأماكن التاريخية وبالقصر البلدي، وقاعة الإسماعيلية، وقصر المنصور، وهري السواني، عموم الساكنة والمؤسسات والهيآت والفعاليات من داخل المدينة ومن خارجها، ببرنامج ثقافي وفني متنوع يضم ندوات علمية حول تاريخ وتراث المدينة وواقعها الثقافي ومستقبل التنمية المستدامة بها.

ويضم البرنامج أيضا سهرات فنية لأسماء مغربية وعالمية وازنة، إلى جانب مشاركات شبابية واعدة ومجموعات متعددة الألوان من فنون التراث والمديح والسماع، بالإضافة إلى معارض للصور والوثائق والمخطوطات والكتب والتحف والصناعة التقليدية والفنون التشكيلية ومنتوجات الزيتون والطبخ المكناسي الأصيل، وكذا ورشات وعرض مسرحي لفائدة الأطفال والتلاميذ، وجولات سياحية.

وتأتي هذه الاحتفالية بشراكة مع المؤسسات العمومية المحلية والوطنية، وهيآت من المجتمع المدني ومنظمات ومعاهد دولية أبرزها منظمة اليونيسكو، وبمتابعة منابر إعلامية دولية ووطنية ومحلية.