الكاتب والفنان المغربي ماحي بنبين يوقع أحدث أعماله بالجديدة

نفساوي.ب – قدم الكاتب والفنان المغربي ماحي بنبين، أخيرا بأحد فنادق مدينة الجديدة، بدعوة من المعهد الفرنسي بالجديدة، أحدث أعماله الأدبية، ويتعلق الأمر بروايته الموسومة بعنوان “الليل سيحملنا”.
ويعد هذا الإصدار الجديد، امتدادا لمسار الكاتب ماحي بنبين، الذي استعرض فيه جانبا مهما من التعقيدات النفسية والاجتماعي بكل صدق وحساسية، ورسم مرحلة من المراحل الحميمية للعائلة المغربية التي اتسمت بالبساطة في جانبها الاجتماعي، حيث عبر من خلالها عن البعد الشخصي العميق الذي يكنه لوالدته التي اعتبرها بالمرأة الاستثنائية التي كافحت ببسالة لتربية أبنائها السبعة، وتحقيق اندماجهم في المجتمع كأفراد ناجحين وفاعلين.
وتميز حفل تقديم فصول الرواية، التي عرفت حضورا مهما من لدن مهتمين وطلبة، وأدارها باقتدار الأستاذ عبد العالي الرهوني، بلحظات امتزج فيها الضحك بالتأملات العميقة، حيث أخذ الكاتب الحضور إلى رحلة طويلة، اكتشف فيها عملا مؤثرا هز به الأعماق حول الروابط الإنسانية وقوة الصمود، كما كانت مناسبة لطرح مجموعة من الأسئلة التي أفضت إلى نقاشات غنية بين الكاتب الذي لم يبخل بمشاركة تجربته الإبداعية، وجمهوره الذي استحسن فيه تواضعه واحترامه.
وأكد بنبين أن قصة الأم لم تستسلم للحرمان، بل واجهت بؤس الحياة اليومية بكل شجاعة، وأدارت المنزل بمفردها، دون أن تسمح لليأس أن يتسلل إلى روحها، وكانت بمثابة نور في عتمة الطريق، وقدمت نموذجا للثبات والإصرار لكي لا نتخلى عن أحلامنا، مهما اشتدت الصعاب.
رواية “الليل سيحملنا” ليست مجرد سرد لحكاية حزينة، بل هي عمل أدبي يحمل هما إنسانيا كبيرا، ويؤكد قدرة الأدب على تحويل المعاناة إلى جمال، والوجع إلى فعل مقاومة، وتحمل في طياتها ملامح من السيرة الذاتية، حيث يبوح الراوي من خلالها بتفاصيل معيشه الشخصي، لكنه يختار الهروب من قساوة الواقع عبر اختراع شخصيات خيالية مستلهمة من وجوه حقيقية، في محاولة لتجميل الألم وإعادة تشكيل الذاكرة بطريقة أدبية.
تدور أحداث الرواية في أزقة مراكش المظلمة، وتروى من منظور طفل صغير خجول يعيش مع والدته الشجاعة، التي تدير المنزل بمفردها بعد أن هجرهم الأب. تركز الرواية على شخصية الأخ الأكبر “أبيل”، الذي كان في السابق ضابطا محترما قبل أن يتحول إلى شخص منبوذ بعد تورطه في محاولة انقلاب فاشلة. يضفي منظور الطفل الأصغر على الرواية طابعا حميميا وعاطفيا، ويمنح القارئ نافذة على عوالم الصمت والألم والنجاة.