ترميم وتهيئة قصبة بولعوان بالجديدة بعد أن أطالها الإهمال
بغلاف مالي يقدر بـ 11 مليون درهم
أعلن بلاغ لوزير الثقافة والاتصال عن إنجاز الشطر الأول من مشروع ترميم وتهيئة قصبة بولعوان التاريخية بإقليم الجديدة، بغلاف مالي يقدر بـ 11 مليون درهم. ويشمل المشروع التدخلات الأولية المستعجلة لترميم الأسوار، وممرات الحراسة، وكذا عملية ترميم وإعادة إحياء المسجد المشيد بها، وفقا لضوابط تقنية ومنهجية خاصة تتناسب مع طبيعة القصبات والمآثر التاريخية، فضلا عن إطلاق الاستشارة الجيو تقنية والهندسية المتعلقة بالموقع.
ويندرج هذا المشروع حسب نفس البلاغ في إطار إستراتيجية وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة – الهادفة إلى صيانة وحماية وتثمين التراث الثقافي بكافة جهات المملكة حتى يقوم بدوره كرافد من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
وكان وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، قد قام بزيارة تفقدية واستطلاعية لقصبة بولعوان التاريخية المتواجدة بمنطقة بولعوان التابعة لإقليم الجديدة، وذلك في إطار متابعته الميدانية المستمرة لوتيرة تنفيذ المشاريع المندمجة المتعلقة بترميم وتهيئة المواقع التاريخية والأثرية بالمملكة، حيث أبرز أن هذا الورش سيشمل كذلك توفير علامات التشوير الخاصة بالقصبة بدءا من المدار الحضري لمدينة الجديدة، لتسهيل الولوج إليها، كما سيتم تأهيل المحيط العام، في أفق إنشاء مشاريع استثمارية سياحية وبيئية وعلمية، من شأنها المساهمة في التنمية المحلية والمستدامة بالمنطقة، وجعل القصبة متحفا مفتوحا ونقطة جذب للزوار المغاربة والأجانب، مؤكدا على ضرورة تنمية البحث الأثري بالقصبة، لاسيما الحفريات الأثرية التي من شأنها إبراز مدى أهميتها التاريخية، وكذا جمالية معمارها وأصالته، باعتبارها معلمة تاريخية وثقافية، تؤرخ لجزء هام من الذاكرة الوطنية.
وتقع قصبة بولعوان التي صنفت تراثا وطنيا على بعد 75 كيلومترا من الجنوب الشرقي لمدينة الجديدة، حيث تم تدشينها فوق منحدر صخري يطل على سهل دكالة على الضفة اليسرى لنهر أم الربيع.
وقد بنيت القصبة في عهد السلطان مولاي إسماعيل سنة 1710م، ولعبت دورا رئيسا في السيطرة على أقاليم دكالة، الشاوية والرحامنة.
وتملك القصبة هندسة رباعية غير نظامية. وتعزز خمسة أبراج سورها في الجانب الجنوبي من بينها البرج الأوسط الذي فتح فيه باب ضخم بأحجار منحوتة ومرصوصة في ممر متعرج. وقد انتصبت أبراج عند الزوايا في الجهة الشمالية. وبالنسبة للسور الغربي فهو يملك برجا نصف دائري، أما السور الجانبي فيملك برجا مستطيلا. وتستند إلى هذا الأخير بنايات أكثر انخفاضا والتي تؤوي بابا خلفيا يؤدي إلى النهر عبر ممر منعطف. ويوجد داخل القصبة مجمع سكني “دار السلطان” يضم برجا، ومراحيض، وحماما وقاعات فخمة كما يتضح من بقايا الفسيفساء الخزفية، والمنحوتات وأجزاء من الأعمدة. وبالإضافة إلى هذه المجموعة، تتكوّن القصبة من محلات تجارية وإسطبلات ومسجد وخزان. وفي الجهة الشرقية، اتجاه النهر، يتغير معبر بشكل تدريجي على طول الجدارين الجانبيين ليشكل ممرا يؤدي إلى قاعة متعددة الأضلاع وحمامات استعملت أحواضا للتروية.