
ويبقى الهدف الأسمى من تنظيم هذا اللقاء حسب بلاغ الجمعية المنظمة هو طرح جملة من الأفكار والرؤى والأحاسيس المحفوظة من الماضي، لكي يتشارك فيها ويجمع عليها كل المشاركين في اللقاء، باعتبار أن النبش في الذاكرة هي جزء من عملية بناء المعنى والعبر من الماضي يتدخل في بناء ذاكرة مشتركة، لتتحول جملة هذه “الأحاسيس” إلى نوع من الإيمان أو القيم أو حتى التقاليد التي تصبح أحدَ أهم روابط أبناء الجديدة/مازاغان مع مدينتهم.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء إيمانا بأن الذاكرة الجماعية لمدينة الجديدة/مازاغان تحيل على مجموعة من الأحداث في الماضي، تحظى بالتقدير والتفضيل من طرف أبناءها الذين لهم هوية واحدة، وإيمانا منها بأن الذاكرة الجماعية -تماما كما الذاكرة الفردية- هي مصدر سعادة وثقة في النفس.
ويسعى المنظمون من خلال اللقاء المشترك تأسيس تصور مشترك لأبناء مدينة الجديدة/مازاغان للذاكرة الجماعية على أسس تُغلّب العقل على الوهم والفعل على الانفعال، على اعتبار أن الذاكرة الجماعية تكون عادة جزءا لا يتجزأ من مسار الحياة اليومية، حيث تصبح أقوى من قدرة الأفراد على تجاوزها، وتتراكم هذه الذاكرة بشكل تدريجي، ولكنها صعبة التغيير إلى درجة الاستحالة في بعض الأحيان، لكنها تحتفظ بالعِبَر والمعاني والانتقال بها من جيل إلى جيل.
ويطرح اللقاء في مجمله عدة أسئلة من قبيل هل الحاجة إلى صيانة الذاكرة الجماعية هي مجرد تجلّ لعدم قدرتنا على الانخراط في حاضرنا، وبصيغة أخرى، هل يتعلق الأمر فقط بحنين وشوق لا غير؟ وما الذي يجعل المشاركين في اللقاء يشعرون بالحاجة إلى مساءلة هذه الذاكرة؟ وكيف تبعث هذه الفكرة من الأماكن المهمَّشة؟ وكيف للحاضر أن يعيد تكوين مقاطع من حقبة سالفة؟ وكيف يمكن صيانة الذاكرة الجماعية وعدم تعريضها للطمس و التهميش و النسيان؟
ويشارك في اللقاء ثلة من المهتمين بذاكرة المدينة، حيث سيحاول الجميع وضع أسس رصينة لتنظيم الاشتغال المتأني حول تلاوين الذاكرة الجماعية لمدينة الجديدة/مازاغان، مما سيفتح آفاقا واسعة لتحويل موضوع اللقاء إلى ورش مفتوح، يمكن أن تتقاطع عنده الاهتمامات وجهود المشاركين، وقد يشكل أرضية لما يمكن إنجازه مستقبلا حول قضايا الاحتفاء بالذاكرة الجماعية لمدينة الجديدة/مازاغان ، في أفق تلقيح الوعي المشترك بعناصر الثراء داخل مكونات الهوية الثقافية للمدينة، بالأمس واليوم والحاضر والمستقبل.