يدمج الخط العربي في اللوحة التجريدية

في إطار أنشطتها الفنية والثقافية نظمت، أخيرا، جمعية "إبداع وتواصل" فعاليات المعرض الدولي الجماعي في دورته السابعة، الذي انطلق تحت شعار " الأيادي التي تبصر" بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بمدينة الدارالبيضاء .

وتميزت الدورة السابعة بمشاركة العديد من الفنانين التشكيليين من داخل المغرب وخارجه في مجالات الصباغة، التصوير الفني، النحت والديزاين.
في هذا السياق قالت مندوبة المعرض ورئيسة جمعية "إبداع وتواصل" في لقاء صحفي،
إن المعرض الجماعي الدولي " الأيادي التي تبصر" في دورته الحالية، يلقي نظرة إنسانية عميقة على وجودنا الفعلي. إنه يدافع عن الإبداع في صيغة الجمع عبر وسائل الإعلام الثقافي ذي النشر الواسع بما أن الفن التشكيلي تم تصوره وإنجازه من قبل فنانين من مختلف الآفاق والأساليب.
ومن جملة المشاركين والمشاركات الذين توحدوا بتجاربهم وتعبيراتهم الجمالية في هذا الحدث بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، يطالعنا الفنان التشكيلي الحداثي، محمد الياف، الذي شارك بمجموعة من اللوحات منها التي جسدت الحروفية والمنزع التجريدي. وقال في تصريح إعلامي إنه يستخدم فكرة إدخال الخط العربي في اللوحة التشكيلية، وعادة ما يكون عملا تجريديا، كأسلوب جمالي يضيف بهاء ورونقا على العمل الفني، دون الأخذ بالاعتبار عناصر ومقومات الخط الخاصة. وأضاف التشكيلي الياف أن فكرة الدمج يجب أن توظف بشكل مناسب سليم ومدروس، يخدم تيمة اللوحة إلى جانب اللون والحركة، مبرزا في التصريح ذاته أن الاستعانة بالحرف في الأعمال الفنية برمزياته وتعابيره وجمالياته جاء تعبيرا عن الثقافة العربية، بصفته رمزا فنيا للهوية العربية.
من جهة أخرى لفت التشكيلي الياف إلى أنه يوظف الحروفيات في منجزه الصباغي بتدخل جمالي وتدرج لوني بحيث تبرز اللوحة كشكل ثلاثي الأبعاد وتعطي للحرف سحرا وعمقا.
وأشار المبدع إلى أن مساره الصباغي جمع بين اللوحة ذات المنزع التجريدي مطعمة بالحروفية، مفيدا أن ميوله نحو الرسم تولدت لديه في مرحة الصبا، وهو يرسم كيفا اتفق، يدبج بيضاء الورق بخطوط سيمفونية رائعة وأشكال هندسية منها المربع والمثلث والمكعب، كما أن الخط كان له نصيب وافر في موهبته وملكته، حيث أتقن منذ شبابه جميع الخطوط منها المغربي والكوفي والديواني والفارسي...
جماليا ارتبطت التجربة الصباغية للتشكيلي محمد الياف بالعديد من المعارض، إذ دشن أول تجربة في عالم الصباغة في معرض جماعي يعود لسنة1968، وهو في حداثة سنه، بالمؤسسة التي كان يدرس بها، ثانوية محمد الخامس، وبعد ذلك دخل في قطيعة اضطرارية، بسبب انشغالاته الوظيفية وتعدد سفرياته وإقامته في الخارج، ناهزت خمسة عقود لتتملكه مرة أخرى سطوة الألوان والفرشاة، ويعود بأسلوب جديد وهو الحروفية مطعمة بالتجريدية في معرض فيلا الفنون بالدارالبيضاء، في 2018، وهكذا تتالت المعارض إلى حدود المعرض الأخير بمؤسسة مسجد الحسن الثاني في إطار معرض جماعي سهرت عليه جمعية "إبداع وتواصل". في مساره الصباغي خضع لمجموعة من التكوينات، كما شارك في ورشة فنية من تأطير أحد أكبر المبدعين الحروفيين وهو ياباني الأصل، إلى جانب مجموعة من الحروفيين المغاربة ضمنهم عريج، والحريري، وسعيد الراجي، وآخرون في ماي 2017 بفيلا الفنون بالرباط.