منى التويتي وأمينة انتيفي.. حلم صباغي ثنائي برواق منظار في الدار البيضاء
يحتفي رواق منظار بالدارالبيضاء بتجربتين صباغيتين متفردتين، ويتعلق الأمر بمعرض ثنائي لكل من الفنانتين التشكيليتن أمينة انتيفي، ومنى التويتي. وحمل المعرض الذي يمتد إلى غاية 30 من يونيو الجاري تيمة دالة “متعة رياضيات1/3”.

ومن جميل الصدف أن يجمع الحدث الفني تجربتين تنتميان إلى عالم المال، وقد وحدتهما الصباغة، في معرض جمع بين المادة سواء كانت ناعمة أو خاشنة، حيث تحتك الأشكال والشخصيات والصور الظلية.
على مستوى هذا الأفق الجمالي تداعت في هذا الحث الفني الثنائي الأعمال الصباغية مع مجالات الإلهام المشتركة بين هاتين المبدعتين. وتكشف إبداعاتهما المجردة في الوقت نفسه عن عالم رائع، غريب الأطوار، وحسي وروحي.
وتجمع معظم الأعمال بين التجريدية الغنائية واختلافات اللون الرمادي مصحوبة بلمسة صفراء واضحة، تعبيرا عن روحهما الأصيلة، في سعي دائم للحركة والطاقة والاكتشافات غير المتوقعة.
كل مقطع سردي في لوحات أمينة انتيفي عبارة عن لوحة مستقلة بذاتها، حيث يتضح لنا جليا ولعها بالشخوص سيدة الخيالات المتعددة بامتياز، هكذا يمكن أن نصف هذه المبدعة التي استطاعت أن تقدم تجربة فنية فريدة هي وحدها تعرف أسرار ألوانها .
بألوان لا تخطئها العين شكلت تجربة الفنانة التشكيلية منى التويتي، التي وظفت ألوانا حارة وباردة، واحدة من التجارب التشكيلية التي تنتمي إلى الحساسية الجديدة، اللطخة الصباغية واضحة، فكل لوحة لها شهادة ميلاد خاصة، وتثير درجات الألوان الغارقة في الصفاء والبهاء شهوة اقتحام الفضاءات المرسومة وتعقب أنوارها ورصد انطباعاتها، بحثا عن جوهر ذاتي وموضوعي في الآن نفسه يعانق الحقيقة والحلم.
بالمعرض الثنائي برواق منظار بالدارالبيضاء، تكون الفنانة التشكيلية التويتي وانتيفي حققتا رهان الفعل الصباغي، بيد أن الأعمال الجديدة المعروضة على امتداد أجنحة الرواق هي معادل طبيعي للجمال والحلم معا.