“محطات من حياة مهاجرة” جديد الروائية نجاة الكاضي

رواية بين حنين الوطن وغربة القدر


بقلم: أحلام لقليدة – باريس

“محطات من حياة مهاجرة ” عنوان لرواية اختارته الكاتبة نجاة الكاضي كتعبير رمزي دال لمسار قطار مهاجرة مغربية والتي عاشت حياتها قبل الزواج في قرية صغيرة بين أحضان الغرب.
سعيدة اسم بطلة الرواية والتي تحدثت الراوية بلسانها أحيانا وبلسان الراوي المشاهد أحيانا أخرى .سعيدة المرأة البسيطة التي تحفظ في ذاكرتها مكانين السوق الأسبوعي والمركز الطبي.. وعبورا إلى الضفة الأخرى مدينة الدار البيضاء والأندلس كما جاء في الرواية.

17820805_10209204221759610_1293677311_n-0f5

هل أخذت القرص المضاد للغثيان؟ هكذا سألها زوجها قاسم قبل أن يعبرا المتوسط. ذاك الغثيان الذي صورته الراوية خلال أربعة عشر محطة، حملتنا فيها الكاتبة إلى كل ما قد يستوجبه العيش بفرنسا وخاصة بمدينة آرل الجنوبية من إجراءات إدارية وقانونية. فلم تتنفس الزوجة الصعداء لتجد نفسها تعبر محطات التسجيل والاندماج للانخراط في الحياة بفرنسا.. بمساعدة شخصيات فرعية لعبت دورا في نسج أحداث الرواية.. من الزوج.. الوسيطة الإدارية سارة… الصديقة فاطمة.. وشخصيات أخرى جديدة تواكب مسار سعيدة وبداية حياتها الجديدة وسط مجتمع غريب عنها بلغته وتقاليده وقوانينه بل وبرقعته التاريخية والمعمارية كما جاء في زيارة بلدية المدينة .
ختمت الرواية بمحطة لا نهاية لها، اختارت فيها الكاضي السوق الأسبوعي كمكان حي لما تحمله دلالات السوق من تجمع واختلاف وحركة دائمة وتساؤلات وحنين للوطن الأم، حيث تقول في الصفحة 103 “تأخذ وقتها في الملاحظة خصوصا عندما تواجدت في جناح المغاربي، الخروج للسوق هو فرصة للتنفس لبعض النساء اللواتي لا يعملن… نهاية تحيل على تساؤلات عدة تنتظر سعيدة …
هل سيكون حظ سعيدة كاسمها؟ أم ستحول العراقيل دون ذلك؟ خاصة أنها المرأة البسيطة، الساذجة والتي تفرح لقطعة شوكولا.