لبابة لعلج تعرض جديد أعمالها التشكيلية بمراكش
يستضيف فضاء دار الشريفة بمراكش يوم السبت 2 أكتوبر المقبل حفل افتتاح معرض تشكيلي فردي للفنانة التشكيلية والأديبة لبابة لعلج، حيث سينفرد بتوقيع مؤلفها ” أفكار شاردة “في نسختيه الفرنسية والعربية ابتداء من الساعة الخامسة مساء، وهو عبارة عن تأملات شعرية وتشكيلية بليغة وموحية من تقديم كل من الباحث والناقد الفني حسن لغدش و الكاتب والناقد الفني حسن نرايس.
كما سيتميز هذا المعرض بندوة صحفية صباح يوم السبت المقبل بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بمراكش.
حول هذه المحطة الإبداعية والأدبية، تقول الفنانة: ” متأملة شساعة الكون، تراودني فكرة الشرود من فكر إلى آخر دون شراك أو عقال. بلا خيط أحمر! مع “أفكار شاردة” يتواصل السفر بوتيرة الترحال”.
تحت عنوان” منجز البحث عن الأبجدية الأصلية” ، كتب حسن لغدش : ” تراوح الفنانة الكاتبة بين الداخل والخارج، الهنا والهناك، تراوح ملازم للروح المغامرة. يتعلق الأمر قبل كل شيء بتبني حركة الحياة، بالتقدم إلى حدود وجودها أيضا، لأن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة التي تتيح للفكر الإقامة حتى في حميمية الكائن. لا يتعلق الأمر لدى لبابة لعلج بنهل ذخيرة من الأمثلة والصور الرمزية من خزان الأعمال الإنسانية الكبيرة. يجب مرة أخرى معرفة الحديث عن هذه الأعمال لكي يصبح أخيرا المنجز التعبير المنبسط عن أسلوب حياة.
في ما يخص جغرافيا المنجز، فهو يسلك مسارا يمكن من إبراز أن مغامرة الأفكار هي طريقة لتحليل العالم، لتعلم ولبلوغ الهوية الأصيلة. تبقى مغامرة القارئ الكبرى هي تخيل العوالم الموحى بها وتدبر الدرسين الوجودي والميتافيزيقي الناجمين عنها.
عموما، حاول نص لبابة لعلج تطبيق المقياس )بارومتر( على الروح كما قال جون جاك روسو، مسجلا تغييرات الحالة الداخلية التي تنكسر فيها كل التغييرات الخارجية. في ارتباط وثيق، الحياة والفكر والكتابة أدوات تجربة حيث دراسة الأنا والآخرين في فرادتهم وغرابتهم هي الوسيلة الوحيدة لبلوغ معرفة الإنسان الحقيقية، وارتياد مغامرة داخلية تساوي كل الرحلات”.
بدوره، صرح حسن نرايس في معرض تقديمه الموسوم ب” أفكار ليست كالأفكار الأخرى” : ” نصوص تزعزع بعض التصورات السائدة، وتخلق الفوضى والبلبلة داخل الذات الشعرية من أجل تأسيس بنية لغوية بنظام وانتظام… ثم هناك الحوار الداخلي كقنطرة للوصول إلى الحوار مع الغير ومع الآخر. نصوص تترجم حضور الشاعرة في معترك الحياة من داخل لوحة مزينة بالألوان… فالقاسم المشترك بين النص الشعري واللوحة المرسومة هو أنهما أداتان تعبيريتان موزعتان بين مهمة الكتابة والرسم، وجوهر الإبداع…
أفكار ليست كالأفكار الأخرى، أفكار تخرج عن المألوف، وعن المتداول. إن الحياة بكل أبعادها وتحولاتها تشكل محور النصوص التي يتضمن كل واحد منها وضعا معينا يمهد لموقف معين…
هنا الشعر يتحدى الزمن، هنا الشعر يتمرد على الحدود التي تقام عادة بين الأحلام في المنام، وأحلام اليقظة… هناك تأمل نظري في المساواة بين الإنسان الذي توحده الإنسانية. لا فرق بين فرانسواز وفاطمة وثريا إلا بالطفولة التي فرضت عليهن… ولا فرق بين الشاعرة والفنانة، فالأولى تندمج في عالم الثانية، والثانية تنسجم داخل عالم الأولى”.
للتذكير فإن لبابة لعلج فنانة تشكيلية وأديبة، من مواليد فاس. توج مسارها الإبداعي عام 2019 بالدكتوراه الفخرية من طرف منتدى الفنون التشكيلية الدولي. صدرت حول تجربتها الإبداعية عدة منشورات من بينها: “بزوغ غرائبي”، “عوالمــــــــــي”، “المادة بأصــوات متعددة “،”تجريد وإيحاء”، “سيدات العالم: بين الظل والنور”. من مؤلفاتها الأدبية: “شذرات”، “أفكار شاردة”، “تصوف وتشكيل”،” ملحون وتشكيل” ،”أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث” (كتابات ولوحات). من مؤلفاتها قيد الطبع(كتابات و لوحات): “همس الصمت”، “موسيقى وتشكيل” (الجزء الأول)،” موسيقى وتشكيل” (الجزء الثاني) ، “العيش مع الذات”، “العيش المشترك”، “صوت باطني ” ،”الفن والحب”، “رقص وتشكيل”، ” طريق النور” ،”الفن والجمال”… المعرض ا سيستمر إلى غاية 30 أكتوبر.