“قطرة على قطرة” للتشكيلية رفيقة عزاوي برواق “منظار” بالدار البيضاء
حصلت أعمالها على شهادة Cote d’Artiste 2019 من JA Akoun
تحت عنوان “قطرة على قطرة”، تعرض الفنانة التشكيلية والمهندسة المعمارية، رفيقة عزاوي، برواق منظار” Mine d’art” بالدارالبيضاء، أعمالها التشكيلية الجديدة، التي استلهمتها من أجواء السماء، وتحديدا ما تجود به من ماء زلل.
وتقدم لوحات هذا المعرض الفردي للتشكيلية عزاوي، الذي يفتتح يوم 8 إلى غاية 26 دجنبر الجاري، للزوار تصورا لمسار حياة الماء في كل قطرة تصل إلى الأرض، وتصير جداول بأعمال ملونة ومذهلة في تفردها. أعمال تعبر عن الأحاسيس العميقة، التي جسدتها بدقة وعناية ريشة الفنانة.
وتقول المبدعة عزاوي في كلمة تصدرت كتالوغ المعرض، لطالما سمعنا عبارة “القطرة تصبح مجرى”، مما يعني أن الأشياء الصغيرة، بكثافتها وتضافرها، تصبح كبيرة، أو أنه بجهد بسيط لشخص مفرد يمكن أن ينجز أشياء عظيمة. وتضيف أن هذا التعبير الغارق في الاهتمام بالأشياء البسيطة التي تتحول إلى أشياء رائعة، يشكل عاملا موضوعيا لمصدر إلهامها العملي، بقدر ما نرى العمل يتطور من القماش الأبيض إلى التدرج اللوني الذي يتلقاه. من هذا تبرز في الكلمة ذاتها، ولدت تقنيتها التي تطورت منذ اكتشافها لأعمال التشكيلي العالمي بولوك.
وعن تجربتها الصباغية كتب الناقد الجمالي أمين بنمنصور:” ألوان مختلفة تسكن لوحات رفيقة عزاوي، منها الأزرق السماوي، وأزرق المايا، والأزرق الحزامي، ونادرا ما تستعمل الألوان الداكنة، فهي كآبة ناعمة تلهم الصفاء وتدعو للسمو الروحي لأنها تشع الوضوح من حولها: اللون الأزرق ليس أساسا سماء النهار ومياه الينابيع للحياة والصفاء والأحلام؟
فسحة مضيئة ولكنها ليست فارغة أو صامتة. تميل الفنانة إلى التطبيق والشغف اللوني على قماشها، وتضع مجموعة من الألوان: على اللون الأزرق الأولي للسماء مطعمة بالأصفر والذهبي والبرتقالي والقليل من البنفسجي والبني ولكن نادرا ما تستعمل اللون الأسود. ثم تظهر سماء مليئة بالنجوم، مجعدة من قبل المذنبات التي انطلقت في سباق لا نهاية له، عبرها البرق المتموج أما بالنسبة للأرض، فهي أيضًا مسألة أرض – ويشهد على ذلك وجود الظلال البشرية – فهي تشبه هذه السماء المرصعة بالنجوم. لا يوجد خط فاصل بين السماء والأرض الكون مدرك في وحدة أصلية، خارج الزمن؛ يبدو أن قطرات السماء وقطرات الأرض تتدفق بنفس الوتيرة في هدوء وسكينة.
هذا الانجذاب بالألوان تماما كما باللون الواحد يتوخى تجربة الإمساك بالحدود والإكراهات في الفن كما في الحياة، فالأزرق يعطي الانطباع بالنهاية، نهاية شيء ما، نهاية وجود، ولكنه أيضا يعطي الانطباع بالبداية، بداية وجود جديد.
وبخصوص التيار الفني، أشار الناقد بنمنصور إلى أن أعمالها تنتمي إلى الفن التجريدي، او ما يسمى بالحساسية الجديدة “الفن من أجل الفن”، الذي يختزل، بالنسبة إليها، مقياسا يميل أكثر نحو الجمال والهدوء والصفاء والأمل.
انتهى الأمر بالتشكيلية رفيقة عزاوي بالاستسلام لشغفها بالرسم بعد دراستها للهندسة المعمارية في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط، حيث تدرس حاليا. بالنسبة لها، الرسم هو هروب من الحياة المادية ووسيلة روحية وعاطفية للتعبير عن شغفها المتأصل فيها منذ نعومة أظافرها. رفعت كل التحديات من أجل الانغماس في رحابة الفن التصويري، لا يمكن ان تعيش يوما بلا فن، حيث ينسيها الزمن والفضاء، وتسعى من حلال لطخاتها اللونية وتقنيتها الصباغية إلى الإبحار في عالم عجيب هو عالم الألوان والفرشاة..
تتلاعب رفيقة عزاوي بالمادة واللون من خلال السماح لروحها باستخراج كل جمالها، وبالتالي تجلب إلى الحياة رحلة من الراحة والنور. وحسب تعبيرها، فكل إبداع له تأثير على العمل التالي والذي سيكون أكثر تعقيدا بفضل التقنيات والمهارات الجديدة المكتسبة.
تحولت رفيقة إلى التنقيط بعد رحلة إلى واشنطن، حيث اكتشفت المدرسة الأمريكية للفن الحديث وبالتحديد عمل جاكسون بولوك. افتتنت بأسلوب هذا العبقري استلهمت منه نور اللوحة، من خلال إبراز الضوء بطريقة مختلفة عن طريق رش الطلاء على القماش، وبالتالي إنتاج قطرات على قطرات أو دفقة من ألوان مختلفة، من جميع الجوانب. وهكذا يمكن للمرء أن يرى في لوحاتها الضخمة مناظر طبيعية مثل الغابة والبحر والجبال وخاصة صور النساء الظلية.
حصلت أعمال رفيقة عزاوي على شهادة Cote d’Artiste 2019 من JA Akoun ، ونظمت معارض في المغرب وتحديدا في الدار البيضاء وأكادير، وفي مؤسسة البنك الشعبي في الرباط، وكذلك في الخارج، ولا سيما في الولايات المتحدة، واليونان وفرنسا وتركيا وكندا وإيطاليا، وعلى هامش معرض دبي العالمي إكسبو 2020 بدولة الإمارات العربية المتحدة.