خبراء وباحثون مغاربة وعرب وأجانب يحاضرون بالرباط حول “ثقافة الصحراء: جمالية وعمق إنساني”

نظمت مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم والمنظمة الدولية للتراث وكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط مؤتمرا دوليا يوم الخميس المنصرم، بمدرج الشريف الإدريسي للكلية ذاتها، حول “ثقافة الصحراء: جمالية وعمق إنساني”، بمشاركة خبراء وباحثين من المغرب وموريتانيا والسنغال وتونس وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة واليمن وفلسطين والسعودية والبحرين ومصر وهولندا.

IMG-20230710-WA0001-639

وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، حسب المنظمين، إلى المساهمة في ربط الحاضر بالماضي والالتفات إلى قضايا تخص البادية والصحراء العربية على مر العصور، والتي تم إثراؤها من خلال التداخل بين الثقافتين الشفهية والمكتوبة كوسيلة من وسائل التعبير عن علاقة الإنسان بالصحراء التي اتخذت صورا وأبعادا إنسانية عميقة مفعمة بالرموز والدلالات.

ووفق الورقة العلمية للمؤتمر، فإن مفهوم ثقافة الصحراء يعتبر الإطار النظري والمعرفي الذي يمكن من خلاله قراءة الأدب في منطقة الخليج والجزيرة العربية كمعطى إنساني أو كتفاعل مع الظروف الجغرافية، قاسمها المشترك تيمة الصحراء التي تشكل مصدر الوحي للعديد من الأعمال الإبداعية ومرجعية أساسية تحقق الإحساس بالهوية المحلية والوعي بالذات الإنسانية وتراثها، موضحة أن هذه المكونات تتجلى في النصوص الأدبية من شعر ونثر، مما يمنح للنص الأدبي بعده الثقافي والإنساني لأنه نابع من ذات مبدعة لها هوية وتاريخ وحضارة.

وأضاف المصدر ذاته أن النص الأدبي يعكس واقع الحياة الطبيعية والاجتماعية وثقافة الصحراء العربية، باعتبارها امتدادا طبيعيا لعصور سابقة من حيث شعرها ولغتها وثقافتها.

ويتيح هذا المؤتمر العلمي للباحثين والمتدخلين في حقول متنوعة فرصة للتداول وتبادل وجهات النظر بخصوص قضايا وإشكالات معرفية عديدة متصلة بثقافة الصحراء، وسيبحث المشاركون عدة محاور، كمفهوم ثقافة الصحراء: نحو رؤية جديدة، وعلاقة ثقافة الصحراء بالثقافة الشفهية والمكتوبة، ومظاهر وتجليات ثقافة الصحراء، وحضور الصحراء في الشعر العربي قديمه وحديثه: الأبعاد المعرفية والدلالات، والصحراء في الرواية العربية والحكايات الشعبية.

المنظمة الدولية للتراث تنفتح على مظاهر وتجليات الثقافة الصحراوية 

 

ومن جملة المداخلات التي تفاعل معها الجمهور الحاضر، نكتفي بالتذكير بمداخلة محمد التاقي، حول مكانة العربية الحسانية في الرأسمال الثقافي المغربي، وكذا ورقة الدكتور محمد لهلال حول الممارسات الثقافية بالصحراء المغربية: نحو بناء مقاربة مفاهيمية، فضلا عن عدد من المداخلات لأكاديميين من السعودية وتونس ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والسنغال وفلسطين وموريتانيا.

ومن المحاضرات التي تفاعل معها الحاضرون، وهي ضمن المحور الرابع الذي حمل عنوان” ثقافة الصحراء وامتداداتها المعرفية: الموروث الشعبي، الرحلة، القيم..، قدم الباحث والدكتور المغربي، جمال الدين بنحدو، عرضا علميا حول التواصل الموسيقي بين الشعوب: الكدرة وموسيقى فلامينكو نموذجا، موضحا في هذا الإطار العلاقة الجذرية بين موسيقى الكدرة  والفلامينكو، من خلال مقارنات من حيث الشكل والمضمون، معززا عرضه بمجموعة من الصور البيانية، وقدم أيضا استعلامات غنائية توضيحية لاقت تجاوبا كبيرا من قبل المهتمين والمتتبعين والأكاديميين، والجمهور الذي غصت به قاعة الندوات.

يُذكر أن هذا المؤتمر ينعقد بتعاون مع المنظمة الدولية لحماية التراث وبشراكة مع قطاع الثقافة وبتعاون مع بيت الشعر بالمغرب والمنظمة الدولية للفن الشعبي ومجلة الميزان.