جمال الدين بن حدو: شعراء الملحون المغاربة يوقعون قصائدهم بأسمائهم وهذا النمط الغنائي الأصيل يحافظ على الهوية المغربية

 

بمناسبة تسجيل الملحون ضمن قائمة التراث اللامادي للإنسانية

قال المطرب المجدد في عالم الملحون، جمال الدين بن حدو، إن موضوع الملحون باعتباره تراثا إبداعيا وموسيقيا في الآن نفسه، فهو تحصيل حاصل. وأضاف بن حدو في حديث لصحيفة “المراسل” الإلكترونية، أن الملحون يمثل الهوية المغربية، وهذا الأمر لم نجده إلا في النمط الغنائي التراثي، مبرزا أن شعراء الملحون المغاربة عبر التاريخ كانوا دائما يوقعون قصائدهم بأسمائهم، كذلك لم يكن لي تخوف من تنسبه الجارة الشرقية الى ثقافتها، لان كبار فنانيها ومطربيها مثل المرحوم العنقة كانوا دائما يعترفون بانهم ينهلون من هذا الشعر المغربي الأصيل، وكانت صعوبة أداء الملحون جعلتهم يتخذون الحانا من الفن الشكوري ليطلق عليه اسم الشعبي، واعتبر ذلك عاديا لأن هذه المنطقة كلها كانت تخضع لسلطات الدولة المغربية.

فتاريخا وثقافة وحضارة نحن ننتمي الى الانسان المغربي، الذي يتميز عن غيره من الشعوب بتاريخه وثقافته العريقين ولكن ان يسجل هذا الفن كتراث لا مادي ضمن اليونسكو، يجعلني هذا التتويج سعيدا ومنتشيا لأنني ساهمت شخصيا ضمن أكاديمية المملكة المغربية وخاصة لجنتها الوطنية لفن الملحون والتي يترأسها استاذنا الدكتور سيدي عباس الجراري مستشار صاحب الجلالة المنصور بالله الذي كان سباقا لإعطاء اوامره المطاعة لجمع ودراسة هذا الشعر المغربي الأصيل.
من جهة أخرى دعا المطرب المجدد في غناء الملحون جميع المغاربة وخاصة المجتمع المدني والوزارات المسؤولة، والمعاهد الموسيقية ودور الشباب والقنوات التلفزية والمحطات الإذاعية إلى إعطاء الاولوية لهذا الفن من خلال إدراجه في الاحتفالات والبرامج، كما على رجال ونساء هذا الفن ان يعمقوا النقاش حول هذا النمط الغنائي الأصيل، وإيصاله إلا العالمية، مدركا أنه اذا ما أردت التعرف على الشخصية المغربية تاريخا و ثقافة وحضارة لا يسعك الا الاهتمام بهذا الفن الراقي الذي يجمع الموسيقى بالأدب وبالكلمة المغربية الأصيلة. قاصدا بذلك جميع المكونات الثقافية للمجتمع المغربي.
وبخصوص علاقه الملحون بالعصر قال بن حدو إن الملحون يبقى دائما فنا من الفنون يتفاعل مع جميع المؤثرات والمتغيرات التي تحصل عبر الأزمنة، ولهذا لا يرى مانعا من أن يتفاعل مع جميع الآلات الموسيقية والتغييرات الشبابية الجديدة، مضيفا أنه كان له شرف المساهمة في هذا المجال بحيث كتب قصائد ملحونية جديدة بمواضيع جديده شبابية معيشة، ترصد الراهنية واللحظة، أذكر لنا تمثيلا لا حصرا قصيدة الطاكسي كما قام بتوزيعات موسيقية جديدة وعزف حديث للموسيقى الملحونيه، إضافة إلى أنه كان سباقا لإحداث ظاهرة موسيقية جديده، وهي تسجيل أغان ملحونية، وليس قصائد اغاني ملحونية مثل ماي زينب، التي جمع فيها الهيب هوب بالملحون على شاكلة الفيزيون، كما سجل فيديو كليب لهذه الأغاني الملحونية الجديدة، وأشار إلى أن هذه الاغاني لاقت نجاحا كبيرا، كما لاقت استحسانا واستجابة من طرف الجمهور الشاب.
وفي ما يتعلق بعلاقة الشباب بهذا الفن فأبرز الملحن ومطرب الأجيال أنها وطيدة يجب دعمها وإغناؤها، وخص بالذكر الشباب الذي يتابع دراسته الموسيقية في فن الملحون بمعهد مركب مولاي رشيد مفيدا ان هناك اهتماما كبيرا من طرف هؤلاء الشباب. ضاربا مثلا ببعض الاسماء الجديدة مثل الفنانة نهيلة التي ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي. كما يجب أن نعرف انه لإيجاد شباب مغربي حقيقي أصيل يدافع عن وطنه، لابد ان يهتم بهذا الفن، لأنه يجمع بين طياته وفي تضاعيفه كل العناصر التي تجعل منك مغربيا حقيقيا غيورا عن كل ما يمت بصلة لهذه الأمة الغنية بتراثها المادي واللامادي.