جمال الدين بنحدو: تجربتي بمسلسل سوق الدلالة كانت رائعة
كيف تنظر للفن والتراثي خاصة في خدمة قضايا اجتماعية ومجتمعية ؟
من المعلوم أن للفنون وخاصة الموسيقى دورا بارزا في التنمية البشرية لما تهذبه في الإنسان من طبع وما تحسنه من أذواق فترفع من قيمة الإنسان وتجعله خلوقا وإيجابيا مواطنا نافعا لنفسه ومحيطه، وما تحقق الدولة من مجهودات بائنة للعيان من حيث تكوين الأصل وإنشاء المؤسسات الاجتماعية لتؤوي ذوي الحاجات المصنفين في الفئات الهشة، من هنا يبرز دور الأنشطة الفنية والموسيقية بالخصوص الى جانب دور المسرح فبه شحذ الهمم، حتى تكتمل العملية ويتحقق بذلك المراد، علما إن الجمعية الموسيقية “عشاق الملحون” التي أتشرف برئاستها والكائنة بمقاطعة الفداء الدار البيضاء، واعية كل الوعي بالدور الاجتماعي والوطني المنوط بها، مقتفيه بذلك دور الأجداد من أمثال جوق البريهي بفاس العالمة حيث كان يجريتداربيه كل جمعة بجانب سوق الحنة أمام جمع من المرضى النفسانيين والمتخلفين اجتماعيا لتهدئة أعصابهم وعلاجهم و كان في كل حصة يتماثل بعضهم للشفاء.لابد من الموسيقي أن يكون له دورا اجتماعيا حقيقيا أمام دوره الإبداعي التنويري.
كانت لك مؤخرا مشاركة في مسلسل سوق الدلالة كيف عشت هذه التجربة؟
فعلا كانت لي مشاركة فنية في المسلسل الناجح “سوق الدلالة” للفنان المبدع أحمد بوعروة والفنانة المخرجة المتألقة جميلة بنعيسى البرجي، حيث قمت بدور الموسيقي البيضاوي لحي الحبوس العريق مجسدا المثل الشهير مطربة الحي لا تطرب، وكذلك سجلت أغنية “الدار البيضاء” من نوع الشـﮔوري البيضاوي الأصيل وهي من كلمات وتلحين وغناء عبد ربه وقام بتوزيعها الدكتور حمزة بنحدو، وعزفها وسجلها الفنان طارق. تجربة رائعة أشكر من خلالها المؤلفين والمخرجين الناجحين على ثقتهما بي وأشكر جميع من ساهم في المسلسل من فنانين وتقنيين لتميزهم وعملهم المهني الرائع.
لو طلبنا منك صورة ولو مصغرة لوضعية فن الملحون والاندلسي في الساحة الفنية المغربية؟
تعرف الساحة الفنية تراجعا وتقلصا لعوامل شتى من أهمها المصيبة التي حلت ببلادنا وبالعالم أجمع وهو الفيروس “كورونا” الذي اتخذته كعنوان لقصيدة هزلية ملحونية بعنوان “كورونا” سجلتها كليبا أخرجه الفنان المخرج الجميل عبد الرزاق سميح وهو أخ الفنانة الكبيرة نعيمة سميح حفظها الله، هذا الفيروس الذي حصد أرواح العديد منالفنانين رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته، كما أغلق جل قاعات الفنون وقاعات الاجتماعات والتمريناتوالافراح والمناسبات.
من المنتظر أن تصور القناة الأولى مستقبلا سهرة فنية كبرى عن الملحون بعد سهرتي الاندلسي وكناوة ..دور التلفزيون في حفظ وتثمين التراث الموسيقي المغربي ؟
الشكر وكل الشكل للقنوات التلفزية المغربية وعلى راسها الأولى والقناة الثانية على ما تقوم به من مجهودات حثيثة في تسجيل وإيصال التراث المغربي إلى المتلقي داخل الوطن وخارجه للتعريف بالهوية الثقافية المغربية المتميزة بأصالتها وإبداعها الذي أصبح يطرق أبواب العالمية.فقط أرجو من المعدين والمنتجين أن يعطوا الأولوية للشباب فيما يخص الأغنية الحديثة الجديدة الشبابية ولكن بالنسبة للأغنية التراثية العريقة يجب إعطاء الأولوية للرواد أي للكبار سنا وتجربة حتى يوثقوا ما بجعبتهم قبل أن يودعوا، أطال الله في عمر الجميع.
حاوره: أحمد رادسي