تكريم استثنائي في حفل تميز الثقافة الفرنسية بالجديدة

DSCN6666

تكريم استثنائي بحضور عدة فعاليات وشخصيات في مجالات الثقافة والفن

اختتمت أخيرا بمدينة الجديدة، فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان دكالة للثقافة والفن، الذي يحتفي هذه السنة بالثقافة الفرنسية، في موضوع “الثقافة الفرنسية بدكالة”.
وتميز الحفل الذي احتضنه مسرح الحي البرتغالي بالجديدة، تكريما استثنائيا، بحضور عدة فعاليات وشخصيات في مجالات الثقافة والفن، حيث تم خلالها الاحتفاء بالأستاذ والمفتش التربوي الفرنسي “ليو سيليي” من قبل تلامذته بعد مرور أكثر من 60 عاما، حيث تم تعيينه في المغرب بمدينة الجديدة عام 1963 من قبل وزارة التربية الوطنية والشؤون الخارجية الفرنسية في إطار التعاون الثقافي الفرنسي المغربي. وشغل حينها عدة مناصب، منها مستشارًا تربويًا للغة الفرنسية، مفتشًا إقليميًا للغة الفرنسية، مفتشًا تربويًا، وأستاذًا في الصفوف النهائية في ثانوية “ابن خلدون”، ودرس أيضا بعدد من المدارس بالجديدة والدار البيضاء، قبل أن يتقاعد سنة 1997 ويختار مدينة الجديدة للعيش بها رفقة زوجته “نيكول” التي كانت فاعلة في الحقل الثقافي.
وشهد الحفل أيضا تكريم الفنان الفرنسي “بول مارتان”، الذي اندمج بشكل سريع بالمجتمع الجديدي، منذ أكثر من 10 سنوات، وتعكس لوحاته الفنية جانبا مهما من الثقافة الدكالية.


كما تميز الحفل بتكريم كل من الكاتب والإعلامي والمترجم سعيد عاهد، الذي تميز بمنجزاته الشعرية والأدبية باللغتين العربية والفرنسية، حيث صدرت له عدد من الدواوين الشعرية باللغة الفرنسية، وعدة مؤلفات باللغة العربية، ترجم كتبا عدة باللغتين العربية والفرنسية، وساهم في العديد من المصنفات الجماعية كتابة وترجمة بالعربية والفرنسية. وكذلك الكاتبة والشاعرة خطيبة منديب، مدرسة اللغة الفرنسية متقاعدة، كاتبة وشاعرة ملتزمة ومنحازة للسلام والعيش المشترك. تنشط في العديد من الجمعيات الثقافية والاجتماعية، ولها عدد من الدواوين الشعرية بالفرنسية وعدد من الإسهامات الأدبية.
وعرف افتتاح المهرجان تقديم عرض حول الثقافة الفرنسية بدكالة من تقديم الدكتور والأستاذ الجامعي في الأدب الفرنسي محمد أيت الرامي، الذي تطرق إلى جوانب متعددة من هذه الثقافة، حيث عرج على مسارات مهمة من الحياة الأدبية والفنية لمنطقة دكالة، والغوص في تجارب كبيرة، ومنها تجربة الكاتبان ادريس الشرايبي وعبد الكبير الخطيبي، إذ سلط الضوء كثيرا على هذه التجربة المتميزة في المسار الأدبي الفرنسي بدكالة.


كما شملت فقرات الدورة تقديم وتوقيع مؤلف الكاتب الطاهر لكنيزي، الموسوم بعنوان “Raisins du Terroir”، مع تقديم فقرات موسيقية وفنية.
وأوضح رئيس المهرجان بوشعيب نفساوي، أن هذه الدورة تعد استثنائية، وتأتي بمناسبة الشراكة الاستثنائية الوطيدة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، والتي تخدم عدة مجالات، منها المجال الثقافي، وهي دورة تحتفي بالثقافة الفرنسية بقلب دكالة التي طالما كانت منارة للتنوع والانفتاح الثقافي، مشيرا أن هذه الاحتفالية هي مناسبة لتأكيد عمق العلاقات التاريخية والإنسانية التي تربط بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.


وقال نفساوي أن دكالة، بموقعها المميز وتاريخها المتنوع، كانت دائما نقطة التقاء للثقافات المختلفة، وأن من بين هذه الثقافات، نجد الثقافة الفرنسية التي تركت بصمتها على المنطقة في عدة جوانب، سواء في العمارة، اللغة، أو حتى الفنون، هذا المزيج الثقافي جعل من دكالة ملتقى للإبداع والانفتاح على العالم، وأنه من خلال هذا المهرجان، يقدم نموذجا حيا لما يمكن أن تثمره هذه الشراكة الاستثنائية، من تبادل للأفكار والقيم، وتعزيز للإبداع والابتكار المشترك.