تشكيليون توحدوا في “لمسات مغربية” بمونبوليي الفرنسية
قدموا تجاربهم الصباغية بقاعة “دار الفن غيلان”
احتضنت، أخيرا قاعة “دار الفن غيلان” بمدينة مونبوليي الفرنسية، معرضا تشكيليا جماعيا، شارك فيه أزيد من 16 فنانا من المغرب والخارج، تحت شعار” لمسات مغربية بمونبوليي”.
وفي هذا السياق قالت الفنانة التشكيلية نعيمة السبتي، رئيسة جمعية الفن بلا حدود” إن افتتاح المعرض الجماعي تميز بحضور العديد من الفنانين وبعض النقاد الفرنسيين وعموم المهتمين بالحركة التشكيلية في المغرب والخارج، مبرزة أن جهود المنسقين والمنظمين كانت متميزة جدا ساعدت في إنجاح هذا اللقاء التشكيلي.
من جهة أخرى أفادت السبتي أن المشاركين قدموا تجاربهم الفنية وتعبيراتهم البصرية، مسنودين إلى الرغبة في التلقائية، وفي الحرية بالنظر إلى فعلهم البصري، الذي لا يكف عن انتهاك الشفرة المتعارف عليها، مشيرة إلى حضور أعمال مختلفة جسدت مجموعة من المدارس والاتجاهات التشكيلية، وإلى البحث المعمق، بعيدا عن التعارض المدرسي للأجيال والاتجاهات.
وتتأكد الأعمال المعروضة مثل عالم إيكونوغرافي، إذ تتجلى الصورة تابعة لمحاورها التشكيلية (التركيبة، والأشكال، والألوان والنسيج): عالم لا يدعي تمثيل أي مظهر من العالم الخارجي. فهذه الأعمال، بوصفها نافذة حول فضائنا المدرك والمعتقد فيه، تنهض حول سيرورة البعد الجوهري والبعد الصباغي.
ومن مجموع المشاركين تتبدى أعمال فنانات تشكيليات رسخن وجودهن الصباغي، ويأتي في مقدمتهن، نورا غيلان، وإلهام غولي، ونعيمة السبتي، والمصرية ميساء مصطفى، وهاجر معتصم، وابتسام العلوي، ولطيفة نبراس، ولبنى بنرابح، ووفاء البكري، وربيعة الريس، إلى جانب تشكيليين راهنوا على الفعل الصباغي، هنا والهناك من أمثال، أحمد بويدي، ونورالدين عرفي، ومصطفى المجدوب، ومحمد بوصابون، وحسن السلكي، حسن شبوغ.
وأثارت الأعمال المشاركة إعجاب الحاضرين، ونخص بالذكر لوحات المشاركين التي تميزت بالتنوع، ومن خلال أروقة القاعة، تحضر تجربة نعيمة السبتي، التي تقدم المرأة في كل تجلياتها وصفائها بصفتها مواطنة كونية بالنظر إلى لغتها الصباغية، مع احتفالها الكبير بالمرأة، الوجه الكامل والذات الفياضة إحساسا. اخترقت هذه المبدعة عصر الصورة واستوعبت بكل أحاسيسها أن الثراء البصري هو امتداد للذات والروح معا. وتبدو أعمالها معادل موضوعي لانفعالات وأحلام وتطلعات المرأة، سجلها البصري يختزل أفراح ومعاناة المرأة معا. ومن بين المشاركين تطالعنا تجربة الفنان التشكيلي مصطفى العمري، الملقب بالمجدوب، الذي قال عنه قيدوم الصحافيين باللغة الفرنسية، دومنيك أورلوندو، إن المجذوب واحد من الفنانين القلائل الذين رسخوا وجودهم الصباغي، انطلاقا من استلهام مواضيعة من مدرسة كوبرا التي تنتمي إليها الشعيبية وبيكاسو وميرو. وأضاف أن منجز العمري يزاوج بين تجربة الشعيبية وألوان بيكاسو، مبرزا أن الفنان العصامي العمري سيكون له شأن كبير في الساحة الفنية المغربية والأوروبية، باعتباره الفنان الوحيد الذي يتماهى مع تجربتي أكبر فنانين شهدهما التشكيل العالمي المعاصر.
وحسب المنظمين فإن المعرض الجماعي في مونبوليي انتصر للذائقة والحساسيات الفنية الجديدة، حيث أكد الفنانون المشاركون وجودهم الفعلي في الساحة الفنية بالمغرب والخارج. وشدت جل الأعمال المعروضة انظار الزوار على اختلاف مشاربهم، وقال المنظمون إن وسائل الإعلام الفرنسية التي واكبت الحدث نوهت بمجمل التجارب والتعابير الصباغية،