“المعتقدات والطقوس الشعبية للمغاربة قبل مائة عام” للإعلامي سعيد عاهد
صدر أخيرا للإعلامي والشاعر سعيد عاهد ترجمة جديدة لمساره الأدبي، من خلال كتاب الدكتورة ليجي المعنون بـ “المعتقدات والطقوس الشعبية للمغاربة قبل مائة عام”، الذي أصدرته سنة 1926، وأعيد طبعه سنة 2009. وهو عبارة عن ترجمة من الفرنسية إلى العربية.
وكتب سعيد عاهد في تقديمه للكتاب أن الدكتورة ليجي أنهت صياغة كتابها هذا، الذي وسمته بـ “أبحاث في الفولكلور المغربي”، سنة 1925، ليصدر سنة 1926، علما أنه أعيد طبعه في 2009 وترجم إلى اللغة الإنجليزية. وأهدت الطبيبة منجزها هذا “إلى السيد المارشال ليوطي” كعربون على إجلالها إياه المنبعث من “الإعجاب والتقدير”. وهو ما رد عليه المقيم العام في المغرب أيامها برسالة ضمنتها المؤلفة كتابها كديباجة.
وإذا كانت كلمة فولكلور التي وسمت بها المؤلفة كتابها هذا قد اكتست حمولة سلبية حاليا، وصار الباحثون يفضلون عليها توصيف “التقاليد والعادات الشعبية” أو “الثقافة التقليدية والشعبية”، فأصلها يعود إلى اللغة الإنجليزية، وهي مركبة من كلمتي “folk” (الناس) و”lore” (المعرفة). وتعريف الفولكلور، وفق توصية منظمة اليونسكو لسنة 1989 بشأن صون الثقافة التقليدية والفولكلور، هو: “الفولكلور (أو الثقافة التقليدية والشعبية) هو جملة أعمال إبداع نابعة من مجتمع ثقافي وقائمة على التقاليد تعبر عنه جماعة أو أفراد معترف بأنهم يصورون تطلعات المجتمع وذلك بوصفه تعبيرا عن الهوية الثقافية والاجتماعية لذلك المجتمع، وتتناقل معاييره وقيمه شفهيا أو عن طريق المحاكاة أو بغير ذلك من الطرق. وتضم أشكاله، فيما تضم، اللغة والأدب والموسيقى والرقص والألعاب والأساطير والطقوس والعادات والحرف والعمارة وغير ذلك من الفنون.”
والكتاب مزين بأربع وثلاثين صورة فوتوغرافية انتقتها الكاتبة من بين أعمال المصور المستقر في مراكش إبان تلك الحقبة: فرناند بيدون (Fernand Bidon) المشهور باسمه الفني “فِليكس” (Félix)، وأعمال الفوتوغرافي القاطن بالرباط في تلك المرحلة التاريخية : فيليب شميت Philippe Schmitt)).
ولدت فرانسواز أورسول إنتز Françoise Ursule Entz)) في الجزائر سنة 1872، وهي خريجة كلية الطب بباريس، شرعت في ممارسة المهنة سنة 1902 بالمستعمرة الفرنسية. وتزوجت بالمحامي جول ليجي (Jules Légey)، الذي ستوقع لاحقا مقالاتها ومؤلفاتها باسمه العائلي (الدكتورة ليجي).
وهي طبيبة في الجزائر، استغلت إجازتها في شهر غشت 1909 لزيارة مراكش برفقة زوجها. وكانت قد اضطلعت على المآل المؤلم للطبيب إميل موشان (Émile Mauchamp) الذي تعرض للقتل في المدينة سنتين من قبل وصدر له، بعد وفاته، كتاب حول السحر في المغرب، ويرجح بعض كتاب سيرتها أن هذه الواقعة شكلت أحد دوافع قرارها الاستقرار لاحقا في المدينة الحمراء لمواصلة جهود القتيل. وقد روت مجريات الرحلة ووقائع الزيارة والإقامة بالعاصمة الجنوبية للملكة في كتيب من عشرين صفحة صدر في الجزائر في يناير 1910، تحت عنوان: “مدونات سفر: رحلة إلى مراكش”.
واشتغل سعيد عاهد رئيس تحرير بجريدة libération ثم بجريدة الاتحاد الاشتراكي، التي أثراها بترجمات عديدة لدراسات ومقالات أجنبية (فرنسية) تهم التاريخ الاجتماعي للمغرب.