الفنان التشكيلي كمال قلعي يزاوج في أحدث لوحاته بين التجريدي والعفوي

بعد تتويجه في كل من فرنسا وتركيا

بعد تتويجه بكل من فرنسا وتحديدا في معرض جماعي بمونبوليي من تنظيم جمعية “الفن بلا حدود،” وتوقيعه على حضور متميز بتركيا بمعرض عن بعد، شارك بعملين لقيا استحسان اللجنة المنضمة، وجرى اختياره كمنسق لفريق المنتدى الذي يضم عدة جنسيات عربية وأجنبية مستقرة بتركيا. يعتزم الإطار البنكي والفنان التشكيلي كمال قلعي لتنظيم معرض فردي في المستقبل القريب بأحد أروقة الدارالبيضاء الكبرى.

وقال قلعي إن تجربته الصباغية تزاوج بين الاتجاه التجريدي والعفوي، مضيفا في تصريح لـجريدة “المراسل” الإلكترونية أن لوحاته التشكيلية لقيت استحسانا في تركيا من خلال معرض جماعي افتراضي وحضوري، وتحديدا بمنتدى الفنون الجميلة في كلس بتركيا.
جماليا ارتبطت تجربة قلعي الصباغية بعدة عوامل فنية، إذ استطاع أن ينمي صداقات في الوسط الفني والاستفادة من تجارب فنانين مرموقين في مقدمتهم الفنان العصامي المجدوب، الذي يستلهم من أعماله التي تحتفي بالطفولة.
في أحضان مقتربه البصري، ندرك جيدا بأن الماضي ليس إرثا جامدا، بل هو خزان حافل بالبدائل والإبدالات، وغني بالتعبيرات والإشراقات. الكل يحتكم لقاعدة الذوق الجمالي الشخصي. من هنا، فكل لوحة أفق مشرع على تجارب وحساسيات: أفق بصري مغاير جعل من المصالحة رهانا ومن الجديد عنوانا، ومن الإبداع ترحالا لا ينتهي في أقاليم شخوص الفنان التي تحيا بالطفولة وإليها تعود.
ومن وحي تجاربه الفنية تبدو للعيان والمهتم بخريطة الفنون العالمية أن الفنان العصامي كمال قلعي، يجدد ادواته البصرية باستمرار فحينا تراه يستلهم مواضيعه الفنية من الاتجاه التجريدي، وحينا آخر ينغمس مع الاتجاه العفوي، خصوصا حين يتعلق الأمر بلوحات يجسد فيها فرح الطفولة والصبا، وهذه المشاكسة اللونية التي تحيل على عالم الطفولة.
فنان يخطو طريقه بحب وإيمان، يسعى إلى فرض أسلوبه في عالم الفن بصبر كبير وإرادة قوية ملتزما دائما بالأصالة والهوية واستغلال كل ما هو طبيعي في تحقيق أعماله.
وهو حقيقة، مثال للفنانين الموهوبين والمبتكرين الذي يشتغلون في الظل والذين يجب علينا الانتباه لهم وإحاطتهم بالعناية والدعم اللازمين لما يبذلونه من جهد من أجل صيانة الهوية والأصالة المغربية.
يعتمد قلعي نظام التدرج اللوني في اشتغاله الفني على فضاء القماشة، تدرج يبدأ من الألوان الأكثر صفاء، إلى اللون الاكثر قتامة، إذ تحيل بعض أعماله على حركة الخطوط. يفرض المبدع قلعي حضوره ووجوده في عالم الصباغة من واقع الندية، ويمثل علامة فارقة مقارنة مع كل من تعاطى الفن التجريدي، لكن قلعي ظل مقيما في بياناته اللونية التي تخضع لمعادلة الألوان الباردة والحارة، وان كان اللون الأحمر يسيطر في بعض أعماله.